قال السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف )[1]:
( وعجيب من قوم يبادرون إلى إثباته ـ أي : النسب الهاشمي القُرشي ـ بأدنى
قرينة وحُجة موهمة ، يسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٌ
سليم ).
قُلت : تعجب مؤرخ عصره ممن ينسبون أنفسهم للنسب القُرشي بُحجج موهمة ( !! )
وأدنى قرينة ( !! ) فكيف لو شاهد المؤرخ السخاوي ـ رحمه الله ـ قبيلة تنسب نفسها
لقُريش بلا حُجة ولا برهان ولا قول لنسابة عربي ؟!! بل كُل المصادر التي تحدثت
عنها لم تنسبها لقُريش !! .
وقد يقول قائل : أليست الاستفاضة والشُهرة من وسائل ثبوت النسب ؟!
قلت : نعم ، فالمقصود بـ } الاستفاضة والشهرة { أي : الاستفاضة والشُهرة العلمية لا الشُهرة التي مصدرها ( العوام[2]
!! ) فالشُهرة والاستفاضة لها " شروط وضوابط
" لا تُقبل هكذا } سبهلَّلا !! { .
فلو كانت الشُهرة تؤخذ هكذا بدون } شروطِها وضوابِطُها { لضاعت
الأنساب !! .. فهذه الدولة ( العُبيدية ) اشتهر
نسبُها في الآفاق وسار به الرُكبان على أنهم من آل البيت ( !! ) ولكن لم يقبل
العلماء هذه الشهرة } الباطلة { وانقضوا لرد
أكاذيبهم ، فصنف الباقلاني كتاباً سمَّاه ( كشف الأسرار
وهتك الأستار ) وكذلك صنف الإمام أبو شامة كتاباً في الرد على ادعاء الدولة
العبيدية سمَّاه ( كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر والكذب
والكر والكيد ) ..
فلو كانت الاستفاضة والشهرة تُقبل
هكذا بدون شروطها وضوابطها لمَّا رد العلماء على ادعاء الدولة العبيدية .
وهؤلاء معهم أدلة ( موهمة !! ) ومع ذلك } دَّهكَّ وبَركَّ { أهل العلم على ادعاءاتهم الباطلة وفندَّوها
وبينوا أباطيلها .
فكيف بمن لا يملك أي دليل من
أقوال أهل النسب والتاريخ على قُرشيته ؟!!
وقبيلتنا الترابين العريقة لا تملك
شُهرة واستفاضة ـ نقصد : شهرة واستفاضة ـ :} علمية { على أنها من قُريش ( !! ) فلو
كانت تملكُ شُهرة ٌ صحيحة } سالمة من النقض والجرح { لوجدنا هذه الشُهرة في كتب أهل النسب والتاريخ ،
فلم نجد نسابة ومؤرخ نسب قبيلة ( الترابين ) إلى
قُريش أبداً .
أما من يزعم بأن الاستفاضة هي بين
القبيلة ( نفسُها !! ) فنقول له : لم تصدق ( !! )
فإن إجماع شيوخ قبيلة الترابين في صحراء سيناء خلاف ذلك .
وهذه دلالة على التناقض والتضارب كما بينت ذلك في } الحلقة الأولى {.
وهذه دلالة على التناقض والتضارب كما بينت ذلك في } الحلقة الأولى {.
وحتى لو كانت الاستفاضة بين
القبيلة نفسها ، فلا يُفيد في ثبوت النسب بما أنها تُخالف الشُهرة والاستفاضة
" العلمية " في بطون المصادر والمراجع القديمة ..
فإن روايات العوام هي سبب } ضياع الأنساب { لاسيما أن } الحافي وأبو نّعال { صار يتكلم في
علم النسب ( !! ) ومستواه العلمي أقل من مرحلة } أطفال الروضة { خّذ هذا النموذج أخي
القارئ لتعرف رداءة المستوى العلمي في اللغة العربية عند بعضهم ( !! ) ..
أنظر للصورة :
فهو يقول : ( الترابين جمع تكسير تُربة ) ويلااااااه على لغتنا
العربية !! .. فتُربة جمع التكسير لها } تُرب { كـ } غُرفة { = } غُرف { ..
هذا نموذج لجماعة } أكلوني البراغيث { يتكلم في أرحام الناس وهو
أحيمق في أساسيات اللغة العربية ثم يأتي ويتمطرق ويتلوى كـ } الأفعى { ويدَّحش أنفه في أمور نسبية
تترتب عليها أحكام شرعية .
·
ولو تتبعتُ أخي
القارئ كُل ما يكتبه في ـ مرحاضه !! ـ ( موقعه
) لأظهرتُ لك شخصاً من أغبى مخلوقات الله ، ولكن لا نُشغل أنفسنا في تتبع { هبلَّهُ { فوقتنا أغلى من ( تخابيصه ولغاويصه
وكذبه وتلونه ) ولكن إن أخرج رأسه } دهكنَّاهُ { بسياط يلعبُ على ظهره طوال الدهر .
فقد أطلعتُ على } لَّغاويص{ لهذا ( الأهبل ـ المتلون ـ )
في الطعن في نصوص الجزيري الحنبلي ـ رحمه الله ـ وقام " يُلغوص " وقد بينت نُتف من ( حماقاته ) في رسالتي المنشورة قبل أيام بعنوان ( بين النسابة المؤرخ حمد الجاسر وبين جماعة أكلوني البراغيث
) ولم نذكر اسمه } لجهالته { فهو مجهول " الحال والعين " عند علماء النسب .. فصار هذا الأحيمق وهو من أجهل خلق الله في
لغتنا العربية يلوك بلسانه كالبقرة في أنسابنا .
فالشاهد من هذا السُلم والانحناء
هو بيان القارئ مدى قُبح تدخل العوام في التكلم في مسائل علم الأنساب .
يُتبع ... في } الحلقة
الثالثة { .
وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبو بكرة
الترباني