وقفات مع أباطيل المدعو عرفات الفتاحي حول إنكاره لجد العرب عدنان

 

أرسل لي بعض الأخوة، مقالة بعنوان ( الجد العربي المسمى " عدنان " بين الحقيقة والزيف ) للمدعو عرفات الفتاحي ، يزعم فيها بأن " عدنان ـ جد العرب العدنانيةـ " أكذوبة لا حقيقة له، وهو بهذا الكلام الفاسد يوافق المستشرقين الذين أنكروا وجود ( عدنان ) بالآراء الباطلة والفهم السقيم.

والمدعو عرفات الفتاحي في مقالته نفس التعالم، فهو يقول: ( ومن اليوم أعزف وأترفع عن تسمية الفرع العربي المسمى بالمُستعربة، أعزف عن تسميته بالعدنانية ) ما شاء الله، يترفع عن هذه التسمية ويتعالم على الأئمة الثقات الذين نقلوا لنا هذا الجدّ ونسبوا نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ له، ونقلوا الإجماع على ذلك.

وهذا الفسّاد، جاء للمدعو عرفات الفتاحي من بُعده عن التأصيل العلمي في علم النسب وفهمه السّقيم له، ولو رجع إلى أهل الاختصاص وهم أهل النسّب، لما وقع في هذه الأباطيل التي قال بها قبله المستشرقين الكذبة، وعلى رأسهم اليهودي الخبيث ( نودلكه ) .

فالرجوع إلى أهل الاختصاص منهج سلفي سار عليه العلماء قديماً وحديثاً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 6/127): ( ونحن نعلم أن من علم حِذق أهل الحساب والطب والنحو ولم يكن متصفاً بصفاتهم التي استحقوا بها أن يكونوا من أهل الحساب والطب والنحو، لم يمكنه أن يقدح فيما قالوه، لعدم علمه بتوجيهه ).

ونشرع الآن في بيان فساد هذه المقالة وجهل صاحبها، وبالله التوفيق.

 

 

( الوقفة الأولى )

 

قال المدعو عرفات الفتاحي: ( وعندي أن اسم عدنان لم يرد في السنة ولا في النقوش ولا أي مصدر، وبدأ اختلاقه مع مطلع القرن الثالث الهجري، وعليه يكون اسم عدنان خرافة وأسطورة مختلقة، أريد بها مقابلة القحطانية باسم قحطان، ولذا الذي نحته واختلقه جعله على الوزن فعلان ).

قال أبو سهل الترباني: وهذا القول الفاسد، فيه تعالم مبني على جهل فاضح، وطعن بالأئمة الثقات الذين نقلوا لنا إجماع الأمة على أن عدنان من أجداد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورحم الله الحافظ الذهبي القائل كما في " السير " ( 15/465): ( واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم وسوء القصد، ثم أن الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم ).

 

ودونك أخي القارئ أقوال الصحابة في عدنان جد العرب:


أولاً:  قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كما في " الإنباه " ( 43): ( إنما ننتسب إلى عدنان، وما وراء ذلك لا أدري ما هو )

ثانياً: قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ كما في " المعجم الأوسط " (8249): ( استقام نسب الناس إلى معد بن عدنان ) .

ثالثاً: قال عروة بن الزبير كما في " الطبقات " ( 1/40): ( ما وجدنا أحداً يعرف ما وراء معد بن عدنان ولا قحطان إلا تخرصاً ).

 


 ( إجماع الأمة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينتسب إلى عدنان )

 

أولاً:  قال الحافظ ابن عبد البر في " الاستيعاب " ( 26): ( وقد روي من أخبار الآحاد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نسب نفسه كذلك إلى نزار بن معد بن عدنان، وما ذكرنا من إجماع أهل السير وأهل الأثر يغني عما سواه ) .


ثانياً: ساق الحافظ النووي في " تحرير ألفاظ التنبيه " ( 81): نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدنان، وقال: ( إلى هنا إجماع الأمة ).


ثالثاً: قال ابن دحية الأندلسي كما في " فيض القدير "  (4/ 696): ( أجمع العلماء على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا انتسب لا يجاوز عدنان ). 


رابعاً: قال الحافظ الذهبي في " تاريخ الإسلام " (1/479): ( نسب سيد البشر إلى عدنان بإجماع الناس ).


خامساً: وساق ابن القيم الجوزية نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدنان، كما في " زاد المعاد " ( 1/70) وقال: ( إلى هاهنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف فيه البتة، وما فوق عدنان مختلف فيه ).


سادساً: قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " ( 6/528): ( والنسب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدنان متفق عليه ). 


سابعاً: ذكر الحافظ السخاوي نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدنان، كما في " التحفة اللطيفة " ( 1/7) وقال: ( هذا هو النسب المتفق عليه ) .


قال أبو سهل الترباني: وهذا الإجماع الذي نقله لنا الأئمة الثقات، يعزف عنه هذا الفرخ المسكين ويترفع عنه، ما أقبح التعالم والتطفل على علم النسب من غير أهلية وتأصيل.

 

( ساق الأئمة عمود نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدنان، وأنه جد من أجداد العرب )

 

أولاً: قال الحافظ خليفة بن الخياط في " الطبقات " ( 2): ( حدثني خالد بن مسلم، وعلي بن حاتم بن محمد بن أبي سيف، وغيرهما من أهل العلم، في تسمية آباء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتسمية آباء من حُفظ عنه الحديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمهاتهم، وأوطانهم من البلاد، وما حُفظ لنا من وفاتهم على تاريخ السنين، كل قد ذكر شيئاً، فألفت ذلك على ما في كتابنا، هذا بالنسب المعروف الذي لا يُنكر، وحفظته العرب، وأهل النسب بعضهم عن بعض، من مضر وربيعة ابني نزار، إلى معد بن عدنان، ومن أهل اليمن إلى قحطان ).

 

ثانياً: ساق البخاري عمود نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدنان، كما في " صحيحه " ( 3851) وقال: ( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ).

 

 ثالثاً: قال الحافظ ابن حبان في " مشاهير علماء الأمصار " (9): ( إلى عدنان انتهت أنساب العرب ) وقد ساق الحافظ ابن حبان عمود نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدنان.

رابعاً: قال الحافظ ابن عبد البر في " الاستيعاب " ( 26): ( وقد روي من أخبار الآحاد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نسب نفسه كذلك إلى نزار بن معد بن عدنانوقال أيضاً في " الإنباه " ( 53): ( لا خلاف بين أهل العلم بالنسب أن العرب كلهم يجمعها جذمان، فأحدهما: عدنان، والآحر قحطان، فإلى هذين الجذمين ينتهي كل عربي في الأرض، ولا يخلو أحد من العرب من أن ينتمي إلى أحدهما، ولا بد أن يقال عدناني، أو قحطاني ) ..

خامساً: قال الحافظ الحاكم النيسابوري كما في " الجامع لشعب الإيمان " ( 3/295): ( نسبة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحيحة إلى عدنان ) .

سادساً: قال ابن حزم في " الجمهرة " ( 7): ( عدنان من ولد إسماعيل بلا شك في ذلك، إلا أن تسمية الآباء بينه وبين إسماعيل قد جهلت جملة، وتكلم في ذلك قوم بما لا يصح، فلم نتعرض لذكر ما لا يقين فيه ).

سابعاً: قال ابن قيم الجوزية في " زاد المعاد " ( 1/70): ( ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل ).

ثامناً: قال السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى " ( 10/412): ( ومرجع أنساب العرب كلهم إلى هذين الاسمين عدنان وقحطان ) .

تاسعاً: قال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 181): ( وأما الأنساب إلى عدنان من سائر قبائل العرب فمحفوظة شهيرة جداً، لا يتمارى فيها اثنان، والنسب النسب النبوي إليه أظهر وأوضح من فلق الصبح ).


قال أبوسهل الجذامي: وهذه النقولات عن الأئمة يعزف عنها المدعو عرفات الفتاحي، ويرى أن هذا الاسم " عدنان " أكذوبة مرت على الأمة والأئمة النُقاد لغفلتهم، وتنبه له هذا المسكين، والله المستعان.

 

( الوقفة الثانية )

 

قال المدعو عرفات الفتاحي: ( وعليه يكون اسم عدنان خرافة وأسطورة مختلقة أريد بها مقابلة القحطانية باسم قحطان ولذا الذي نحته واختلقه جعله على الوزن فعلان ).

قال أبو سهل الترباني: وليست قبائل عدنان بحاجة إلى أن تختلق لها أجداد لتقابل بها اسم قحطان، وكفاها أن سيد ولد آدم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها، مع إيماني بأن عدنان وقحطان من ولد إسماعيل كما بينت ذلك في رسالتي " مرشد الخِلان إلى إسماعيلية قحطان ".

ويظهر أن المدعو عرفات الفتاحي فيه تعصب للقحطانية، التعصب الفاسد الذي يجعله يُطيح بالجد عدنان بجهل وسوء فهم.

وأنا من جُذام القحطانية أسياد فلسطين المباركة، تعلمنا الإنصاف والعدل والكلام بعلم في أنساب العرب لا بجهل أو عصبية، ليعلم القارئ أن ما يُثار في بعض المواقع الاجتماعية من صور هذا التعصب الفاسد ونبش الأقوال الباطلة ونشر الشُبهات في عدنان أو قحطان ليس من عمل أهل الصدق.

 

( الوقفة الثالثة )

 

قال المدعو عرفات الفتاحي: ( وللفائدة نتساءل، كيف غابت هذه الشخصية عن أذهان القرن الأول الإسلامي من الصحابة، فليس له ذكر في أسئلتهم لنبيهم ولا ذكروه في كلامهم ومروياتهم حتى جاء محمد بن السائب الكلبي وولده هشام، ونسجا هذا الاسم من الخيال  تقرباً لمولك بني العباس ).

قال أبو سهل الترباني: لم تغب هذه الشخصية إلا عنك، لبعدك عن دروب أهل الحديث والنسب، وقد نقلنا قول عائشة ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ في ذكر عدنان، والخليفة عمر بن الخطاب وعروة بن الزبير كما مر سابقاً.

وقوله: ( فليس له ذكر في أسئلتهم لنبيهم ) فهل سأل الصحابة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قحطان؟

وقوله: ( حتى جاء محمد بن السائب الكلبي وولده هشام ونسجا هذا الاسم من الخيال  تقرباً لمولك بني العباس ).

قال أبو سهل الترباني: وعلى ماذا اعتمدت بأن النسابة هشام ابن الكلبي نسج هذا الاسم تقرباً إلى بني العباس؟ أين أدلتك العلمية من أقوال أهل الحديث والنسب؟

 

( الوقفة الرابعة )

 

قال المدعو عرفات الفتاحي: ( ومعلوم من هو هشام الكلبي، قال أحمد بن حنبل فيه: صاحب سمر، ما ظننت أن أحدا يأخذ عنه .... ).

قال أبو سهل الترباني: فهل أخذ الإمام أحمد بن حنبل اسم الجد عدنان من ابن الكلبي، حين رفع نسبه إليه، كما نقل ذلك ابنه صالح كما في " سيرة الإمام أحمد " ( 30) له، وقال: ( وجدت في بعض كتب أبي نسبه: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن وهب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ).

فهل أخذ الإمام أحمد اسم جده الأول ( عدنان ) من ابن الكلبي؟!!

فالمدعو عرفات ينقل كلام الإمام أحمد في جرح النسابة هشام ابن الكلبي في ( الرواية الحديثية ) ليطيح به في الأنساب، ويبين بأن ابن الكلبي هو الواضع لاسم ( عدنان ) ولا يؤخذ عنه عند الإمام أحمد، وهنا الإمام أحمد يرفع نسبه إلى الجد عدنان كما أخبر ولده صالح، ولم نسمع أن العلماء انتقدوا وجود هذا الاسم في عمود نسبه وأنه مختلق وموضوع.

 

 

( الوقفة الخامسة )

 

نقل المدعو عرفات الفتاحي تضعيف أئمة الحديث لهشام ابن الكلبي، وغاب عن هذا المسكين، أن تضعيف علماء الحديث لهشام ابن الكلبي في الرواية الحديثية، وأما في الأنساب فهو الثقة الثبت عندهم، بل جعله الحافظ مغلطاي الأصل في علم النسب، كما قال في " الإكمال " (4/ 269): ( والمعول عندي على ما حكاه الكلبي وابن الزبير، فهما أصل في هذا الشأن ) .

وقد ألف شيخنا الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير رسالة بعنوان " من وثق في علم وضعف في آخر ـ ابن الكلبي نموذجاً ـ " بين فيها ثناء علماء الحديث على معرفة ابن الكلبي لأنساب العرب وأنه من الثقات في هذا العلم، وأن تضعيف العلماء له من باب الرواية الحديثية فقط، قال شيخنا النسابة الشريف إبراهيم الأمير في ( من وثق في علم وضُعف في آخرٍ ) ( 36 ) : ( الجرح المتقدم من علماء الحديث في ابن الكلبي هشام بأنه " ليس بثقة " ، " متروك " ، " من يُحدث عنه " قاصرٌ على رواية حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولا يُعمم على كل معارف ابن الكلبي هشام ؛ فهو متروك في الحديث كما صرح بذلك أئمة الشأن ، ثقة في النسب لعنايته الفائقة بأنساب العرب رواية ودراية ، ولثناء كبار علماء الإسلام عليه، ولا تلازم بين عدم قبول المحدثين لرواية الراوي للحديث لفقده شروطهم وقوانينهم في الرواية ، وبين نبوغ الرجل في العلوم الأخرى ، وتميره فيها ، وهذا من دقة فقههم للشريعة ، وإنصاف أهل العلم في الحكم على الرجال ، فاحتاط المحدثون لجناب السُنة ما لا يرونه في غيرها ، حفظاً للدين وصيانة للشريعة ) .


وننقل هنا أقوال العلماء في تضعيفهم لابن الكلبي في رواية الحديث لانعدامه من الضبط والإتقان وتوثيقهم له في النسب لضبطه ودرايته فيه :

 

·       هشام ابن الكلبي لا يُعتمد عليه في الحديث :


1ـ قال الإمام الحافظ يحيى بن معين كما في ( لسان الميزان ) ( 8/339 ) : ( غير ثقة ، وليس عن مثله يُروى الحديث ) .

2ـ قال الحافظ ابن حبان في ( المجروحين ) ( 2/439 ) : ( كان غاليا في التشيع ، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها ) .

3ـ قال الحافظ الدارقطني كما في ( الميزان ) ( 4/304 ) : ( متروك ) .

4ـ قال الحافظ ابن عساكر كما في ( الميزان ) ( 4/ 304 ) : ( رافضي ، ليس بثقة ) .

 

·       هشام ابن الكلبي ثقة وقُدوة في علم النسب :


1ـ قال الإمام الحافظ يحيى بن معين كما في ( سؤالات أبي إسحاق إبراهيم الجنيد ) ( ص 190 ) : ( الكلبي هشام ، كان من أعلم الناس بالنسب ) .

  قال الحافظ ابن قتيبة الدينوري في ( المعارف ) ( ص 536 ) : ( هشام بن محمد بن السائب ، كان أعلم الناس بالأنساب ) .

3ـ قال الحافظ ابن ماكولا في ( تهذيب مستمر الأوهام ) ( ص 190 ) : ( وابن الكلبي القدوة في هذا الشأن ، والكل نقلوا عنه الأنساب ) .

4ـ قال ابن الأثير في ( اللباب ) ( 1/12 ) : ( هشام الكلبي ، أشهر علماء النسب وأحفظهم له ، وأقلهم وهماً ) .

5ـ قال ياقوت الحموي في ( معجم البلدان ) ( 2/ 188 ) : ( لله در هشام بن محمد الكلبي ، ما تنازع العلماء في شيء من أمور العرب ، إلا وكان قوله أقوى حجة ، وهو مع ذلك مظلوم ، وبالقوارض مكلوم ) .

6ـ قال ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ) ( 6/82 ) : ( هشام بن أبي النضر محمد ، كان من أعلم الناس بعلم الأنساب ) .

7ـ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( الفتح ) ( 6/535 ) : ( ابن الكلبي ، إمام أهل النسب ) .


فالعالم قد يكون ثقة في علم ومتروك في علمٍ آخر ، فهذا ( حفص بن سُليمان الأسدي ) راوي عاصم بن أبي النجود المشهورة قراءته في كثير من بلاد الإسلام ، قال فيه الإمام البخاري في ( التاريخ الكبير ) ( 2/ 363 ) و ( الضعفاء الصغير ) ( ص 66 ) : ( تركوه )  وقال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) ( 3/ 174 ) فيه : ( متروك الحديث ) وأما في القراءات فهو ثقة حُجة ، قال ابن الجزري في ( غاية النهاية ) ( 1/ 254 ) : ( حفص بن سليمان ... أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً من عاصم وكان ربيبه وابن زوجته ، ولد سنة تسعين ، قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ونزل بغداد ، فأقرأ بها وجاور بمكة ، فأقرأ أيضاً بها ، وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان ، وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم ... ) وقال عنه الحافظ الذهبي في ( معرفة القراء الكبار ) ( 1/141 ) : ( أما في القراءة فثقة ثبت ضابط بخلاف حاله في الحديث ) .


وهذه آخر الوقفات مع أباطيل المدعو عرفات الفتاحي.


وكتبه:

أبو سهل أحمد بن سليمان بن صباح أبوبكرة التُرباني الجُذامي القحطاني.

الأردن ـ جرش

 1ـ جمادى الأولى ـ 1442 للهجرة.