عبث المجاهيل في كتاب العلامة الجزيري ت977هـ






أرسل أحد الأخوة رسالة لي يسأل فيها عن عبث أحد المجاهيل، قال فيها: [ قرأت مقالة لرجل ـ مغمور ـ يزعم فيها أن كتاب الجزيري المطبوع مُزور وأن النسخة الأصلية التي بخط الجزيري عنده! وليس فيها نسبة القبائل العطوية إلى بني عطية وإنما هذه الأنساب وضعها محقق الكتاب ] وأرفق لنا صورة من المخطوط ورابط مقال ذاك الشخص المجهول، وطلب منا الجواب، فأقول وبالله التوفيق:

لقد قرأت تلك المقالة التي كتبها ذاك المجهول، وهي شاهدة على جهله وعدم قُدرته على صياغة جملة سليمة، ثم تجده يتكلم عن التحقيق وأصوله وهو كما قلنا لا يُحسن صياغة الجُمل، وهذا زمن العجائب ـ والله ـ.

ومن مساوئ الشبكات العنكبوتية أنها فتحت أبوابها لهؤلاء الجهلة للعبث في الأنساب والكتب التاريخية، وهذا ـ المجهول ـ لا يُعرف بعلم ولا يُعرف أين طلب العلم، ومثل هذا الصنف لا يُلتفت له لنكارته وجهله وكذبه البيّن وطعنه في العلماء ورميهم بالتزوير والتدليس، ولولا أن السائل ممن نحترمه ما تطرقنا ـ والله ـ للجواب عن خربشات ذاك الجاهل، والله المستعان.

قام هذا العابث ـ للأسف ـ برمي من قام بتحقيق كتاب " الدرر الفرائد " للجزيري (ت977هـ ) بالتزوير، منهم: ( العلامة محمد نصيف والمحقق إبراهيم الخربوطي ومحب الدين الخطيب والعلامة حمد الجاسر ) وآخرهم " محمد حسن محمد إسماعيل " كل هؤلاء من أهل التزوير عند هذا الجاهل المغمور.

وزعم هذا المغمور أنه أطلع على مخطوطة لم يطلع عليها العلماء وقام بتحقيقها !! ووصفها بنسخة " مكتبة شستربيتي وجامعة الكويت " وهو المحقق المعروف بتتبع النسخ وامتلاكها، وهو ـ للأسف ـ لو فتشت بيته لن تجد فيه رف ولا درج لكتب أهل العلم، ولكن هذا زمن التحوت ومن يتطاول على أهل العلم.

·         ذكر هذا المجهول أن نسخة كتاب الجزيري الذي عنده هي ( نسخة مكتبة تشستربيتي وجامعة الكويت ) وزعم أنها النسخة الأصلية التي بخط المؤلف وأنها النسخة النظيفة والتي عليها الاعتماد .

قلت: ما شاء الله، هذه النسخ خفيت على العلماء وعرفها هذا المغمور وصادها من ـ الشبكات ـ وقام بنشر صورة واحدة فقط! وصار يعرف خط الجزيري ـ رحمه الله ـ؟!!

وهذه النسخ أطلع عليها العلماء قبل أن يولد هذا الغمر المجهول، ولأن هذه النسخة يشوبها بعض العيوب لم يعتمدها العلماء، فقد أطلع عليها العلامة الجاسر ـ رحمه الله ـ في رحلته للبحث عن نسخ أخرى لمخطوط " الدرر الفرائد " قالت الباحثة عائشة العنزي في كتابها " منهج الجزيري في كتابه الدرر الفرائد " ( ص104) : ( قام الأستاذ حمد الجاسر بالبحث عن نسخ أخرى غير نسخة عارف حكمت ونسخة مكتبة الأزهر فوجد لهذا الكتاب عدة نسخ متناثرة في مكتبات العالم مثل أسطنبول بمكتبة عاشر أفندي في السليمانية ورقمها (648)، ونسخة بمكتبة جستربتي ورقمها (5269)، ونسخة في مكتبة رضا رامبور بالهند وهذه النسخ يشوبها بعض العيوب مما جعل الأستاذ حمد الجاسر يشد الرحال بحثاً عن نسخ أخرى ... ) فظن هذا الجاهل المغمور أن هذه النسخة التي عثر عليها عبر الشبكات العنكبوتية لم يطلع عليها العلماء !!

ونسخة مكتبة جستربيتي التي نشرها المغمور، ليس فيها كما يدعي أن الجزيري ـ رحمه الله ـ لم ينسب القبائل العطوية إلى بني عطية، وإنما نشر ورقة واحدة وأخفى كل الكتاب والذي فيه أنساب بعض القبائل المعروفة إلى بني عطية، بل حتى الورقة التي نشرها فيها ما يُكذبه ويدلل على حُمقه، وهذا ما نشره:


وهذه النسخة التي نشرها هذا المجهول فيها نسبة هذه القبائل إلى بني عطية وهي نسخة متوفرة يستطيع أن يطلع عليها القارئ ليشاهد حُمق هؤلاء المجاهيل وعبثهم.

وكل نسخ كتاب " الدرر الفرائد " الصحيحة أو السقيمة لا تخلو من نسبة هذه القبائل إلى بني عطية، لكن هذا المجهول ينشر ورقة واحدة ويُخفي باقي النسخة.

ورغم هذا تجد هؤلاء المجاهيل يتهمون العلماء الذين قاموا وأشرفوا على تحقيق وإخراج كتاب الجزيري بالتزوير وهذا ـ والله ـ زمن الرويبضات.

ونسخة " شستربيتي " التي أشار لها المجهول، فيها أنساب تلك القبائل إلى بني عطية، ولكن يتحاشاها ويُخفيها، ويظن أن طلاب العلم لا يعرفوا ذلك ليمرر جهله على شاكلته.

وقد نشر علي باشا مبارك صاحب دار الوثائق المصرية والمتوفى سنة 1311هـ، في كتابه " الخطط " كلام الجزيري ـ رحمه الله ـ عن هذه القبائل العطوية من نسخته لكتاب " الدرر الفرائد " وهي كما نشرها أهل التحقيق والعلماء من أمثال" العلامة محمد نصيف، والمحقق الخربوطي، ومحب الدين الخطيب، والعلامة حمد الجاسر " فكل هؤلاء أهل تزوير وتدليس وجهلة في العلم ومعرفة الكتب عند هذا المجهول الذي لا يُعرف أين طلب العلم ولا يُحسن صياغة الجُمل، وإلى الله المشتكى.

وأما مسألة قول العلامة النسابة الجزيري ـ رحمه الله ـ حين قال في القسم الأول من كتابه: ( مار على عربان مختلفة الأجناس ) وأخذ هذا ذاك المجهول وطار به ليبين بأن العلامة الجزيري يُفرق بين الأنساب ولا ينسب بعضها إلى قبائل بني عطية.

فنقول:

أولاً: هذه المسألة نشرها قديماً أحد الجهلة، وجاء هذا الجاهل المغمور بعد زمن وعثر عليها في الشبكات وأعاد نشرها، فليس الأمر من كيسه وجهده.

ثانياً: التعلق بهذه المسألة يدل على شدة جهلهم وبعدهم عن معرفة منهج العلماء وفهم كلامهم، وإنما يأخذون ما لهم ويتركون ما عليهم.

ثالثاً: قد رددنا على هذه الشُبهة قديماً وفصّلنا فيها، وبينا جهل هؤلاء ومقصد النسابة الجزيري، ومن أراد الوقوف عليها ومعرفة جهل هؤلاء، فليراجع كتابنا " أخبار جذام ".

وكل هذه المحاولات الفاسدة من الطعن والتشكيك والتشويش على كتاب العلامة النسابة الحنبلي عبد القادر الجزيري، فقط لينسبوا بعض القبائل إلى قريش و بني هاشم بكلام فارغ لا يساوي قراءته، وقد بين ـ ولله الحمد ـ العلامة الجزيري أنساب هذه القبائل بعلم وكذلك دفاتر طابو لواء غزة والذي حاول هؤلاء المجاهيل أيضا التشويش عليها، وصدر مؤخراً بيان لأشراف الحجاز وبيان لأحد الأشراف من أعضاء قسم " توثيق الأنساب في الديوان الملكي الهاشمي العامر " في بطلان هذه الادعاءات الفارغة، وهذا فيه الكفاية عند عقلاء بني آدم.

نسأل الله العفو والعافية من هؤلاء الجهلة أهل العبث والكذب والطعن في أهل العلم.

وكتبه:
أبو سهل أحمد أبوبكرة التُرباني