الترابين عند المستشرق " ج . و . موري "




قال المستشرق " ج.و. موري " في كتابه ( بنو إسماعيل ) في معرض حديثه عن ( التياها ) : ( إن كل من الترابين  والتياها عموماً  يعتبرون من نسل بني عطية ،  ولكن التياها  ( تدعي ) أنها من نسل سليمان العنود من بني هلال ) .

قال أحمد أبو بكرة الترباني : أكثر المستشرقين يذكرون أن ( الترابين ) عطوية النسب ، فكل أهل التاريخ و النسب على يمانية الترابين ، فالمستشرق بوركهارت ذكر أن الترابين من ( بني عطية ) وكذلك المستشرق " اوبنهايم " أوضح أن الترابين في المصادر القديمة عطوية النسب إلا أنه نسبها إلى ( البقوم ) حسب رواية القبيلة (!) .. فالحاصل كلهم يتفقون على ( يمانية ) الترابين ، وأما نسبة الترابين للبقوم فهذا من الوهم والجهل المنتشر عند العوام .

اسم ( الترابين ) عند ابن شدقم بين العقلاء والسُفهاء




يَعلمُ طُلاب العلم أن " التعيين " لا يكون إلا بدليل واضح وليس مُجمل (! ) وهذه المسألة لا يعرفها بعض السُفهاء ممن هو نُكرة في العلم والتاريخ .. 
جاء ذكر اسم ( الترابين ) عند ابن شدقم دون أن يُعين حالها ويُبين أصلُها ، فلم يذكر نسبها ولم يُحدد أنها قبيلة ، فتقرصن على هذا اللفظ بعض خفافيش النت  ممن لا ذكر لهم في التاريخ (!) حيث تلقف هذا اللفظ بعض النُكرات ، أما هو وغيره فلا يعرفوا هذه الكتب أصلاً ..
فلا أعلم كيف جعلوا هذا اللفظ " الترابين " عند ابن شدقم أنها قبيلة قُرشية ؟!! .. وكيف جعلوها أنها تلك القبيلة الشامية المعروفة بـ ( الترابين ) في جنوب فلسطين وسيناء ؟!! .. كيف حددوا أنها قُرشية ؟؟ وكيف جعلوها هي تلك القبيلة القاطنة بسيناء وفلسطين ؟!! ..  اللهم بالجهل والحُمق .. وبيان ذلك أن لا ذكر لشيء اسمه ( الترابين ) في مكة المعظمة في الكتب المكية ولا بين قبائلها ، فإن كانت قبيلة فأين هي الآن في مكة ؟!! .. فاللهم سلم عقولنا من هذا الروش 

ذكر ابن شدقم في " تُحفته " لفظة " الترابين " من دون أن يُحدد نسبها أو يُعينها هل هي قبيلة أم ماذا ؟! ذكرها سنة ( 1066هـ ) .. في هذا الوقت وفي هذه السنة كان الترابين في ديارهم الشامية ( سيناء وجنوب فلسطين ) .. ولا يُذكر عند كل الترابين قاطبة أنهم سمعوا أو علموا أن لهم أبناء عمومة إلى اليوم يعيشون في مكة ؟!! .
وبيان أن لفظة " الترابين " عند ابن شدقم ليست قبيلة ولا شأن لها بقبيلة الترابين القاطنة بسيناء وفلسطين :
1ـ لم يذكر أي مؤرخ مكي أو رحالة زار مكة أن هناك قبيلة تعيش في مواطن مكة تُدعى الترابين .
2ـ لا يوجد لهذه الاسم لليوم أي ذكر في مكة ولا بين قبائلُها .
3ـ لو كانت قبيلة ، لبقي ذكرها ورجالاتُها لليوم في موطنهم مكة ، طالما أن ذكرهم حديث سنة 1066هـ ..
في هذه السنة ( 1066 هـ ) والتي ذكر فيها ابن شدقم لفظة ( الترابين ) كانت قبيلة الترابين العطوية نسباً ضاربة أوتادها في سيناء وجنوب فلسطين .. 
سنة 1065هـ  حضور الترابين إلى دير سانت كترين وأخذ غفرتهم " سالم اللامي " ( وثائق الدير رقم 10 ) .
سنة 1066هـ بنفس التاريخ الذي ذكره ابن شدقم ، حضر مغنم بن ملاك الترباني لدير سانت كترين بسيناء وأخذ غفرته .
سنة 1054هـ حضور خاطر الأعمى الترباني ومزروع بن عيسى الترباني للدير وأخذوا غفرتهم .
سنة 1053هـ حضر حميد بن منجد الترباني وأخذ غفرته من الدير .
سنة 1062هـ حضور عياد بن عشيش وأخذ غفرته من الدير ..


وقبل هذا ذكرهم الجزيري وعدد منازلهم وشيوخهم بسيناء في القرن العاشر .. ولم يذكر ان هناك شي اسمه ( الترابين ) حين وصل الجزيري لمكة .. ولا غيره من أهل التاريخ والنسب ..

فقد ذكر هذه اللفظة ( ابن شدقم ) ولو كانت قبيلة لذكرها أهل مكة ومؤرخيها ونسابيها ، ومع ذلك معدومة ذكرها ...
 فلفظ " الترابين " عند ابن شدقم لا دخل لها بقبيلة الترابين القاطنة بسيناء وفلسطين وليست هي قبيلة أصلاً ..
ولو سألتهم ، هذا  الاسم ( الترابين ) الذي ذكره ابن شدقم دون أن يذكر نسبها أو يُعين حالها ، هل هم " غوالية أم نجمات أم نبعات أم قصار " ؟!! وهي بطون الترابين الشامية ، لا تجد جواباً لأن الأمر كله نسج خيالات حول اسم شابه اسم قبيلة الترابين الفلسطينية .. 

همسة:
لا يُعقل أن يكون الرجل ينتهي نسب قبيلته لقريش ويرد ذلك ويُشنع عليه ، فالنسب القرشي مطمع ومغنم للكل ، ولا يكره المرء أن يكون نسبه قرشي إلا من فيه روائح ( الزندقة ) أعاذنا الله وإياكم منها .. ولكن العلم يرد هذه الدعوى التي لا يقبلها الصبيان .. فهي دعوى لم يقبلها أحد وليس لها قبول عند طلاب العلم ..
وأما السُفهاء ممن لا قرعة له في التاريخ فلا نذكر أسمه فهو معلوم عند الكل أنه مع ( الخيل يا شقرا ) مرة كان عندي يتصل بي يومياً ثم أنقلب وذهب مع الآخرين وهكذا حياته " شَّرشَّبَة " كما كانوا وما زالوا ، وهم في حكم العدم في التاريخ ليس لعائلته ذكراً ، بل أن بعض الحمير والبِغال والكِلاب مَعروفة تاريخُها وأصحابها أكثر من هذا الأروش العدم  .. وفي أوراقنا من أقوال العلماء والمؤرخين الشيء الكثير في أصل مَربض هذا النُكرة ، وهي مدسوسة تنتظر الإذن مِنا للخروج ..  

وأما هذه الحماقات والإدعاءات الكاذبة فقد بينا سُقمها وحماقة أهلها في كتابنا ( أكذوبة قُرشية الترابين ) وقريباً سيرى النور ..

الترابين وبوركهارت



قال المستشرق بوركهارت في ملاحظاته عن ( البدو والوهابيين ) : ( يرى الحويطات أنهم ينحدرون أصلاً من بني عطية ، وينحدر الأحيوات من بني عطية أيضا ، كما أن الترابين والمعازي وهم " يعيشون في الصحراء ما بين السويس والقصير " والتياها يرون أنهم ينحدرون من بني عطية أيضاً ) .

قال أحمد أبوبكرة الترباني : هذا ما يُعرف في المصادر القديمة عن هذه القبائل العريقة، فألزم غرس الأوائل ..

الترابين والمستشرق اوبنهايم




لقد أخبرنا هذا المستشرق الألماني " اوبنهايم " بأن المصادر القديمة تنسب قبيلة الترابين إلى ( بني عطية ) ولم يذكر نسباً قديماً غير هذا ، بل ايضاً  أخبرنا عن تقارير الدولة العثمانية عن هذه القبائل وشُهرتها بالعطوية ..

قال اوبنهايم : (هناك تقرير من عام 955هـ /1548م يذكر معلومات مهمة عن تركيب بني عطية ، حسب هذا التقرير كان ينتمي لمجمعهم آنذاك : ( الترابين والوحيدات والأحيوات ... ) .. ) .

قال أحمد أبو بكرة الترباني : وهذا التقرير كُتب بخط القرمة سنة 955هـ ، تحت عنوان ( عرب بني عطية وعشائرها ) .. بل أن هناك تقرير أقدم من هذا التقرير الذي أخبرنا عنه أوبنهايم وهو سنة 945هـ وذكر ( الترابين ) ضمن بطون بني عطية ..

فالترابين في المصادر القديمة لا تُعرف إلا ببني عطية  ، أما اليوم فحدث ولا حرج من الالتوائية في الانساب ( ! ) ..

وقد يقول قائل : ( اوبنهايم لم يأخذ بهذه النصوص القديمة في نسب الترابين إلى بني عطية ) ؟!

قال أحمد أبو بكرة الترباني :
اولاً : الترابين في المصادر القديمة عطوية وهذا وحده كافيا عند أهل العلم ، فلو كانوا يعرفوا بنسبٍ آخر لقُيد ذلك في هذه السجلات القديمة .

ثانياً : اوبنهايم لم يأخذ بهذه النصوص القديمة بناءا على رواية العوام من القبيلة ومن اجتهاداته الخاصة حيث قال : (ذلك أن حكايات الترابين عن نسبهم تثبت العكس ) أي أنهم من ( البقوم ) وهذا مُخالف للنصوص القديمة التي تذكر عطوية هذه القبيلة ، فالنص يُقدم على الرواية الحديثة لأن النص أصله رواية قديمة من هذه القبيلة  لاسيما أن النسابة الجزيري قد ذكر هذه القبائل وعدها عطوية وهو من جالس وعاشر وسأل ( أهل النسب من بني عطية ) فاوبنهايم أخبر أن ( الترابين ) في النصوص القديمة عطوية النسب ولكنه اجتهد ورفض الأخذ بهذه التقارير العثمانية بناءاً على حكاية الترابين بأنهم ( بقوم ) .. فرد النصوص القديمة بناءاً على حكاية  لا يُقبل ( !!!! ).

ثالثاً :  لم يذكر المستشرق اوبنهايم الادعاء الجديد أن الترابين من ( بني هاشم ) أو ( قريش ) لأنها رواية معدومة لا يقبلها حتى الدراويش ، فلم يأتِ اوبنهايم على ذكر أي نص أو قول يُشير لقرشية الترابين ابداً وإنما نسبهم للبقوم ( ؟) ..

والخلاف القائم في نسبِ الترابين بين المشتغلين في الأنساب أنهم إما ( عطويون أو بقوم ) والمصادر القديمة تُشير إلى عطويتُها ..

والغريب أن البعض يكذب على مؤرخ فلسطين عارف العارف ويزعم أنه نسب الترابين إلى قريش وهذا كذب على هذا المؤرخ المقدسي ، فهم ينقلون الرواية التي ساقها العارف ولا ينقلون نقد العارف لهذه الرواية ، حيث قال عن  الرواية القرشية ( مُتضاربة ومُتناقضة ) فهم لا ينقلون كلام العارف هذا عن تلك الرواية ..
فالترابين في المصادر القديمة عطوية النسب كما في السجلات العثمانية في القرن العاشر ، وكذلك ورد ذكرهم في ( سالنامة سنة 1316هـ ) .

والغريب أن أحد المُخربشين والذي خرج فجأة وتصدر فجأة (!) يُكثر من ذكر ( اوبنهايم ) جداً ويُبجله ( ؟) وليس له ذكراً في هذه الكتب وغيرها  بل ولم يمت لهم على ثرى فلسطين كلباً أو حماراً  وهم من الصنف ( الخامل ) تاريخياً .. 

بل قد قَلصهم اوبنهايم ونفاهم عن قبيلتنا الترابين ( ! ) .. وهذا يدل على أن هذا المسكين المُتصدر لا يقرأ الكتب وإنما يلطش من هنا وهناك ويكتب بلغته الهزيلة المُمغصة .. ولا نعلم هل بعدما يقرأ كلام أوبنهايم فيه (! ) يُصبح يشتم ويذم هذا المستشرق الألماني (؟!!) فيتحول كالحرباء كعادته .. وأعلم أقوال الكثير من أهل التاريخ من المستشرقين ممن قلصوا جذم هذا الأروش ، ولعلنا في يوم من الأيام نُخرجها في رسالة مُبسطة علمية في جمع أقوال العلماء قديماً في أصول ذاك الأروش ... 

وقد فصلنا في هذا بكتابنا الذي سيصدر قريبا ( أكذوبة قُرشية الترابين ) وهو في طَّور الصَّف والتنقيح الآن . 


تنبيه: أعلم أن هذا النُكرة تاريخياً وعلمياً يتقنع بالأسماء المستعارة ويطعن بنا ويختلق القصص علينا لخسة عرقه الأول وحـفيـظـــة (!!) خُلقة .. ويتابع بعض الإخوة اسمائه المستعارة ورسائله لإدانته قانونياً لأنه انسان صدقاً أخلاقه من أخس أخلاق بني البشر .. وأتمنى والله أن يُصرح باسمه ..