في شَهرُ شَّعبان المَاضي ( 23 /
1435هـ ) في زِيارَتُنا للعَلامة ( رَبيع بن هادي
المَدخلي ـ حَفِظهُ الله ـ ) أطَلَعتُ عَلى كِتاب { مَدخل إلى تَاريخ نَشر التُراث العربي ـ مع مُحاضرة في
التَّصحيف والتَحريف ـ } في مَكتَبته ؛ وَكانَ اطِّلاعي عَلى عَجَّلْ ؛ فَقيدتُ مِن هذا
الكِتاب فائِدة طَيبة أحتاجُها في رُدودي عَلى العَابثينَ في أنسَّاب العَرب ..
فَلَصِقَ هذا الكِتاب في ذِهني ،
فَقلتُ في نَفسي أوَل ما ارجِع إلى الأردُن ابحَث عَن هذا الكِتاب واطَّلِع عَليه
.
وَربُكَ كَريم ، حَيثُ أرسَلَ أحدُ
الأخوة لَنا هذا الكِتاب إلكترونيا عَبر الايميل .. فقرأتُ ما دَّونه الأديب { محمود الطناحي } وَقَّيدتُ ما وَجبَ تَقييدهُ مِن
الفَوائدْ ..
وَسُبحان الله ، الفَائدة تَسحَبُ
أختِها ، فَقد تَقَع عَلى فَائدة في الأنسّاب ، فَتَّتذكر فَوائد أخرى كُنتَ قَد
قَيدتُها قَديماً في هذهِ المسألة ..
وَمِن هذهِ الفَوائد تَصحيف بَعض
أهل العِلم لقَول : ( لا يُوَرَّث حَميلٌ إلا بِبينة
) والحميل : ما يُحمل مِن بِلاد الرُوم وَغَيرُها مِن السَّبي وَهم صِغار ،
فَيدَّعي بَعضُهم أنسّاب بعض فلا يُقبل ذَلِكَ إلا بِبينة ..
فَصَّحفَها البَعض وَقالوا : ( لا يَرثُ جَميلٌ إلا بثينة ) ( ! ) وجميل هو : جميل بن
مَعمر العُذري .. فَظَنّوا أن { حَميل } هو { جميل } و { بينة } هي { بُثينة } ( !! ) ..
وَقَد صَنَّف العَسكري كِتاباَ في
التَصحيف سَمَّاه { تَصحيفات المُحدثين }
فَالتَصحيف يَقع فيه أهلُ اللغة والحَديث .
وَفي عِلم الأنسّاب مَسالةٌ مُهمة
جِداً وَهيَ : { الحَرَكات في تَمييزُ الأنساب }
فَالعَرب تَشترك في المُسَّميات وَلكن لِكُل اسم ميزةٌ ، يَعرِفُ هذا المُطَلع وَ
{ دُّودَّة الأنسّاب } وَأمّا المُتَطَّفل عَلى
عِلم الأنسّاب دُونَ دِراسة وَطَلبْ فَيقع عَلى خَشّمه وَما أكثَرُهم اليَوم ..
وأضرِبُ لكَ المِثال كَي يَتَضِحُ
لَكَ المَقال :
لا يُوجَد { شُمس } بِضم الشّين إلا في أنسّاب أهلُ اليَمن ، وكُل
ما جاءَ في قُريش فَهوَُ بِفَتح الشّين { شَمس }
فالحَركة هُنا وَضَّحتْ لَنا الأنسّاب ، فَقد يأتي أحدُ المُتَّطفلين عَلى
الأنسّاب والذين لَم يَشّرَبوا مِن يَنابيع هذا العِلم فَيربُط بَينَهم بِصِلة نَسَّب
( !! ) وَهم اليَومَ كَثير لأنهم بالأصلِ هُم { عَوام }
ودَّحشّوا خشّومِهم في هذا العِلم الشّريف ..
وأيضاَ هُناك أسماء قَبائل
تَفَرَّدت بِحَركة إما بِضم أو بِكسّر ، مِثلُ : ( عُدُس )
بِضم الدال ، وهَم بَطن مِن تَميم ، ولا تُعرَف قَبيلة بِهذا الاسم { عُدُس } بِضم الدال إلا عُدُس تميم .. وأما سَّائِر العِدوس
في العَرب فَبِفَتح الدال .
وَقد ذَكرَ هذا كُله الأديب ( أحمد تَيمور باشا ) في مُختاراتهِ ( ص 18 ) .
وكَذلكَ نَقلَ عَن " الكَامل لابن المُبرد " قَوله : ( كُل نِمر في العرب " مكسور النون " إلا النَّمر بن
تَوّلَب ) . أي : كُل نِمور العَرب بِكسّر النون إلا النَّمر بن تَوّلب
بالفتح ..
فَمن يَجهل هذهِ المَسائل يَقعُ
عَلى أم رأسِّهِ ويُسيء للأنسّاب فِي رَبطهِ لهذهِ البطون المُتَباعدة نَسَّبياً ..
كَتبه وأملاه :
أحمد بن سُليمان بن صَباح أبو بكرة
التُرباني