المَقامة التُربَانية في وَصفِ تَحول " علاء ديروان " من الجَّلبية إلى الموسَوية


                  المَقامة التُربَانية

                                           في

     وَصفِ تَحول " علاء ديروان " من الجَّلبية إلى الموسَوية


 

                                            تأليف

        أحمد بن سُليمان بن صَباح أبو بكرة التُرباني 


قال هِرماس بن ضرغام بن مُجهجه : لما نزلتُ دِمشق الأبية ورأيت مبانيها البهية ،  قلت في نفسي : لابُد أن أبيت في خان من خاناتهِ وأزيل عن بَدَني تعب السفر ووَنَّاتهِ ، فنزلتُ في خانٌ { الجلبي ! } وملامحُ خانه ليست كملامح خاناتُ بَلَدي ( ؟ ) فكأنها من بقايا أطلال ( النِبط ) أو كأنها مستوحاة من طِراز ( القِبط ) ( !! ) .

فجلستُ في رِحابه وفكري غارقاً في صِفاته ، ثم  صحوت من فكري وانتبهت لمن حولي ( ! ) فرأيت رُجيل يُدعى ( الديروان !! ) عليه ملامح خوارج النهروان ( !! ) فناديتُ النادل وسألته هل تعرف شيئاً عن هذا الداخل ( ؟! ) .

فقال لي النادل : هو صاحب الخان يُدعى { علاء ديروان !! } وهو من آل الجلبي هذا ما عرفته أثناء عملي ( !! ) .

فقلتُ : بارك الله بك .

فقال النادل : كأنك من أهل الوبر أهل الشِعرِ والنسبِ و السَمرْ ؟!

فقلتُ : أنا من أقيال جُذام ومن أصحاب الحُسام ، ودياري بالقرب من أيله من هُنا مسيرة أربعة أيام وليله .

فقال النادل : أهلاً وسهلاً ببدو الشام أبناء كِرشاء جُذام .

وبينما أتحدث مع النادل وإذ بـ ( الديروان ) من دَرَجِ الخان نازل ( ! ) ومعهُ خَطاطٌ ورسام ( !! ) وآخر نجار وقَّسام ( ! ) فطلب منهم تغيير اسم الخان ( ؟ ) من الـ { جلبي } إلى { موسوي علوي ! } ( ؟) ..

فتعجب النادل ( ؟ ) وتعجب أيضاً الخارج والداخل ( !! ) .. فهتف بأذني ( النادل ) قائلاً : ( بالأمس كان جلبي واليوم صار علوي !! .. فقد ذهب هذا الديروان قبل أعوام إلى ابن جوعان ، يستفتيه ويطلب منه أن يُرشده ويهديه ، حيث كان لا يعرف نَسَبهِ ولا يدري ما حَسَبهِ ، وقد خط بيده مُشجر بَينَ فيه صُلبه المُعقب والمُعَمِر ، وَسَرد نسبه إلى الجلبي مُصطفى ( !! ) والآن كما سمعت صار موسوياً هكذا بالكذب والهوى ) .

فقلت : ايش دليلك ؟!

فكشف لي مُشجر الديروان الذي خَطَّهُ لأبن جوعان وعلقه على مدخل الخان ، وهذا هو :

نص الصوة

فقلت في نفسي : لابُد أن أتعَقبه ، وأنظر إلى مقالاته وأتتبعه ( ! ) .. فجلست لمقالاته { جلسة خولان } وأنبشُ كل ما يخص الديروان .

فتبين لي بعدما عكفت على أوراقه وآمنت بكذبه وخُزعبلاته ، بأن { الديروان كذاب الزمان } فوجب علي أن أوضح شيء من كذبه كي يُبدي القارئ من هذا الدَّعي عَجَبه ( !! ) .

ونقول :

قال الشاعر يصف الكذب ؛ ذاك الخُلق الفاجر :

لا يكذبُ المرءُ إِلا من مهانتِه                 أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ

لَبعضُ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ                من كذبةِ المرءِ في جدٍّ وفي لعبِ

كلما قرأت مقالات الدَّعي " علاء ديروان الجلبي " وكيف كان ( ؟ ) والآن ، آمنت بأنه كذاب الزمان ، يستغبي القُراء ويذكر لهم مصادر ( !! ) كي يوهم القارئ صدق حديثه ( ؟! ) ولو راجعت تلك المصادر لوجدته من أكذب الناس ..

ولهذا وجب على القارئ الكريم أن لا يُسلم ذقنه لهذا الديافي الكذاب ، بل وجب أن يجلس له على ( ركبة ونص ) ويتتبع مصادره ، لأنه كذابٌ أشر ..

فقد تتبعته فوجدته يكذب على علماء الشيعة ويقولهم ما لم يقولوا ، وكذلك تتبعه الأخ النسابة إبراهيم الهاشمي الأمير { نسباً ولحاً } وبين عوار كذبه على علماء الشيعة ..

والدَّعي ( علاء ديروان ) هو خليفة { ابن ودعان } في هذا الزمان ، ويعرف طالب العلم المُشتغل في ( علم الحديث والرجال ) زعارة ابن ودعان في الكذب ووضع الكُتب ..

قال الذهبي في ( السير )[1] في ترجمة ابن ودعان : (قال السلفي : سألت شجاعا الذهلي عن ابن ودعان ، فلم يجب عنه . قال السلفي : قرأت عليه " الأربعين " جمعه ، ثم تبين لي حين تصفحت كتابه تخليط عظيم يدل على كذبه ، وتركيبه الأسانيد على المتون ) ..

فقد وضع ابن ودعان كتابا وركب له أسانيد وهو كاذب .

قال ابن حجر العسقلاني في ( اللسان )[2] (والحاصل: أنها فضيحة مفتعلة وكذبة مؤتفكة ) .

قلت : كيف لو شاهد الحافظ السِلفي والذهبي وابن حجر الدَّعي { علاء ديروان } واستحلاله للكذب؟!!

ولو عاش الحافظ ابن شاهين وأئمة علم الرجال لدَّحشوه في قائمة الكذابين لفحش كذبه .

والحاصل أن هذا الدَّعي ( علاء ديروان الجلبي ) وضع مُشجر ونسبه كذباً لعلي بن عميد الدين ولا يُعرف هذا المشجر عند نسابة الشيعة والسنة ، وزاد وبَّهرَ وأختلق لهم الأوقاف الخيالية التي ليس لها واقع في الحقيقة ، وزاد ووضع له نسباً وركب له سلسلة توصله للجذم الموسوي ( ؟!! ) والعجيب أنه بالأمس القريب كان نسبه وسلسلة أجداده تختلف اختلافاً كُلياً عن هذا النسب الذي ركبه حديثاً ..

وسوف نبين للقارئ كذب علاء ديروان وكيف ركَّب له نسباً في ليلة غاب قمرها ، لكن قد كُشف للناس وعرفوا فُحش كذبه .

 ( تناقض و كذب خليفة ابن ودعان الدَّعي علاء الديروان ) .


قديماً كان الدَّعي ( علاء الديروان الجلبي ) هائماً يبحث عن من يُحسن البحث في نسبه الضائع ( !! ) ويتحسس الأدعياء ويروح هنا وهناك وعلى كتفه مِخلاةٌ فيها أوراقه النسبية التي تنتهي بـ ( الجلبي ) ..

وهنا صورة نسبه القديم وتفرعاته وذكر إخوته وأبناء عمومته :

قلت : ثم بعد زمن تحولت { جلبيته } إلى { موسوية } ومن أجداده المجاهيل إلى { علماء فحول من أرباب علم الأنساب } ( ؟؟ ) ..

فصار نسبه هكذا :

(علاء بن عبد العزيز بن أبي راشد علي الوجيه الكريم ابن أبي علي الحسين ابن أبي الحسن علي ابن السيد بن أبي القاسم محمد الوجيه ابن الشهيد السعيد العالم النسابة أبي الفضل أحمد صاحب الأوقاف مفخر الأشراف ابن العالم الشهيد السعيد أبي جعفر المصطفى ابن العالم الفاضل أبي المعالي شمس الدين محمد ابن العالم الفاضل الورع المؤتمن تاج الدين أبو الحسن الثاني) ابن العالم الفاضل الإمام المحقق علي نور الدين ابن الإمام المحقق نور الدين علي ..... الخ )[3] .

قلت : بالأمس جده مجهول ونسبه ينتهي لـ ( مصطفى الجلبي ) فقط ، واليوم صار موسويا وسليل بيت علم ونسب ( ؟؟!! ) ..

بالله عليك أيها القارئ العاقل ، رجل يزعم أن أجداده علماء أنساب ( !! ) وبالأمس يبحث عن نسبه عند الأدعياء ( !! ) فلو كان سليل نسب لما وجدنا هذا الدَّعي يستفتي الأدعياء في نسبه ويخط بيدهِ مُشجر ويُفصل فيه ويربط نسبه بـ ( مصطفى الجلبي ) ولا يعرف نسبه فوق الجلبي ؟؟!! وكان جده الرابع قديماً ( علي ) وحديثاً صار ( محمد ) فالعهد قريب وهل يوجد شخص لا يعرف جده الرابع ؟!!

وفي مشِجره ـ كما في الصورة أعلاه ـ جده الرابع اسمه ( علي ) واليوم بعد أن وضع له نسباً جديداً صار جده الرابع اسمه ( محمد ) ؟؟؟؟؟!! وصاحب وقف أيضاً ( ؟ ) .

فهذا الدَّعي علاء ديروان الجلبي ، ركب له هذا النسب الجديد وقطع صلته بأجداده الذين ذكرهم في ( مُشجره ) وراح وربط نفسه بأجداد غير أجداده ، وجذم غير جذمه ..

وقفة :  يقول الديروان الجلبي في ( بيانه ) عند ذكره لجده ( أحمد ـ المجهول ـ ) : (ونحن نروي عنه من خطه وخاتمه متصل السند عن شيوخه وآبائه إلى كثير من العلماء الأعلام، ومنها طريقنا إلى العلامة النسابة الكبير السيد أحمد بن علي ابن عنبة الحسني صاحب عمدة الطالب، وصولا إلى العلامة النسابة أبي الحسن العمري صاحب المجدي، وبسند متصل أيضا إلى العلامة النسابة السيد تاج الدين ابن معية الحسني أستاذ ابن عنبة، وغيرهم من العلماء الأعلام من نسابين وغيرهم .. )[4] .

قلت : طالما ورثت هذه الإجازات والروايات عن هذه الكتب النسبية التي رواها أجدادك ـ كما تزعم كذباً ـ فلماذا جدك الرابع وهو قريب العهد منكم ( ! ) مضطرب فيه مرة ( علي ) ومرة ( محمد ) وبالأمس ( جلبي ) واليوم ( موسوي ) ( ؟! ) وأيضاً بالأمس تُقدم طلب للجوعاني كي يُحقق نسبك ( ! ) واليوم سليل بيت علم وأرباب نسب ( ؟ ) .. رغم أن أجداده النُكرات الذي يصفهم بـ ( النسابة ... الخ ) لم يذكرهم أي عالم سُني أو شيعي ( ؟ ) ولا ذكر لهم في مُشجرات آل نور الدين وآل المرتضى ( !! ) .

لا حول ولا قوة إلا بالله على هذا الكذب الممرض .

وأنت أيها القارئ أو أيها الباحث المُنصف دونك كتب النسب التي ذكرت آل نور الدين وخُذ سلسلة هذا الدَّعي واسم عائلته ( ديروان ) وفتش وفتش فلن ولن تجد لهم خبراً .

ثم أن هذا الدَّعي ( علاء ديروان الجلبي ) قام يُبهر في جده ( المصنوع ) ويزعم أنه صاحب وقف ( ؟ ) ولا وقف له ولا لعائلته في ( حي الشرفا و حي الأمين ) إنما هو كذابُ أشر ..

أريد أن أخاطب القارئ العاقل ، طالب هذا الدَّعي بالدليل على شرفه ( ؟ ) وطالبه بالمصادر والمراجع ( ! ) ولا تنسى كما قلت لك سابقاً ، إياك أن تصدقه ، اذهب وعاين بنفسك المصادر التي يذكرها  فستجد والله أنه كذاب ..

فإذا قال لك الدَّعي علاء : ( لقد ذكر عائلتي الكتاب الفلاني ) .. اذهب وتأكد وأبحث فيه ، لا تُسلم ذقنك له فهو كذاب .

يجب أن يكون القارئ عاقل يطالب بالبراهين ويتتبعها ويُفتشها ، لا أن يقبل كل من هب ودب ( ! ) .

أسئلة تحتاج لإجابة :

س1 ـ هات لنا كتاباً معروفاً لأبناء آل نور الدين وآل المرتضى ذكر عائلتكم ( ديروان ) ضمن نسبهم وأنهم من عقبهم  ؟! ..

س2 ـ طالما محسن الأمين صديق حميم لآبائك فلماذا لم يفرد لأحدهم ترجمة ؟! فقد ترجم محسن العاملي لأعيان لم يُعاصرهم ، فلماذا لم يترجم لمعاصريه من عائلة ديروان أصدقائه المقربين ـ كما يزعم الدَّعي علاء ـ ؟! .

س3 ـ طالما أجدادك علماء نسب ولهم شهرة  فلماذا لا نجد لهم أي ذكر في مصنفات الشيعة ؟! ولماذا لم يُترجم محسن الأمين لجدك النسابة صاحب التصانيف ( أحمد ـ المجهول ـ )  .

س4 ـ لماذا كان جدك قديماً أسمه ( علي ) واليوم صار أسمه ( محمد )  وهو جدك الرابع ( ؟ ) قريب العهد ومُتذبذب فيه؟!! .

س5 ـ لماذا لا يوجد لعائلتك ذكر في مصنفات ومشجرات آل نور الدين ؟!!

س6 ـ قلت في بيانك أن عائلتك ( مميزة عن آل نور الدين ) والمميز معلوم وظاهر ، فلماذا لم نجد لعائلتك المميزة أي ذكر ؟! .

س7 ـ لماذا لم يذكركم حسن ابن محسن الأمين في كتابه ( حل وترحال ) عندما زار ( دمشق ـ حي الشرفا ـ .. الخ ) وتكلم عن آل مرتضى ؟! هل كنتم أنتم وقتها في السرداب حين زار دمشق حسن بن محسن الأمين ؟! ألست تقول أن لكم وقف في حي الشرفا ؟! أي أن أمركم معلوم ( ؟) ومع ذلك لم يذكركم أبداً ؟! لماذا ؟! .

س8 ـ لماذا تُعرفون بالجلبي ولا يُعرف آل نور الدين بهذا اللقب أبداً ؟! لأن من معاني هذا اللقب ( مولى ) كما في كتب اللغات العثمانية .

س9ـ لماذا لم يذكر جدك النُكره ( أحمد ) و ( مصطفى ) في كتب الأنساب التي اختصت في ( آل نور الدين ) أليسوا هم أعلام وعلماء كبار ؟!! لماذا لا يوجد لهم أي ذكر ؟!

س10 ـ لماذا تكذب يا رجل ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!

وبعدما أوضحنا للقارئ الكريم شيء من كذب هذا الدَّعي اللئيم ، أدعوه لقراءة ما كتبه النسابة الهاشمي الأمير وما كتبناه قديماً عن هذا المُبير ، وأنظر كتابنا { المجموع } في نسفِ نسب هذا الدَّعي المصنوع ..

تنهد { هرماس بن ضرغام بن مُجهجه }  ( ! )  بعدما بين للعوام حال  الدَّعي " علاء ديروان " الكذاب ، الذي أختلق له نسباً من أجل الخُمس والمواريث  وهو حقيقة من جماعة { أكلوني البراغيث  }   ثم  أنشد قائلاً :

ليل البراغيث أعياني وأنصبني                    لا بارك الله في ليل البراغيث

وعندما رفع الليل راياته وحي الدَّاعي إلى صلاته ، أسرَج هِرماس بن ضرغام حِصانه ، وشدَّ صُلبه بِحزامه ، ووضع ما أقتنصه من كُتب النسب في الخرج وأوثقه حتى لا يقع من على السَرج ، وأنطلق إلى دياره كالبرق مودعاً ديرة دِمَشق .

وكتبه :

أحمد بن سُليمان بن صَباح أبو بكرة التُرباني


27/ رمضان / 1435هـ . 

 




[1] ـ ( 19 / 164 ) .
[2] ـ ( 7218 ) .
[3] ـ أنظر بيانه في موقع ( آل البيت يُخاطب آل البيت ( ؟ ) .. ) .
[4] ـ أنظر بيانه في موقع ( آل البيت يخاطب آل البيت .. ( ؟ ) .. ).