نقصد بـ " النكتة " ما بينه العلماء وهي : ( الفوائد والمسائل اللطيفة ) ولا نقصد ما درجَّ عليه } العوام { مؤخراً من أن النُكتة هي " الفكاهة !! " .
والنكتة لغوياً هي ( النقطة أو العلامة ) كما جاء في الحديث الصحيح " إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتةٌ سوداء في قلبه .... الخ
"[1]
.
وقد صنف الماوردي كتابا سماه ( النكت والعيون ) وهو في التفسير ، وكذلك صنف ابن حجر
العسقلاني كتابا سماه ( النكت على كتاب ابن الصلاح
) وكذلك صنف الزركشي ( النكت على مقدمة ابن الصلاح
) وهي في علوم مصطلح الحديث ..
وبعد هذه العتبة في تعريف القارئ
بمعنى ( النكت ) نشرع في بيان هذه المسألة
اللطيفة .
يُعرف اسم العقال عند قبائل
الجزيرة وغيرها ، وأما عند قبائل جُذام في جنوب فلسطين وسيناء فيعرف العقال باسم
الـ } مرير { وجمعه } مرائر { .
قال الأعلم الشنتمري في ( تحصيل عين الذهب ) : ( المريرة
: الحبل المحكم الفتل ..)[2].
قال النيسابوري في ( تفسيره ) : (هو من قولهم « حبل مرير الفتل » من المرة
وهي الشدة أي سحر قوي محكم .. )[3]
.
وقال المرزوقي في ( شرح ديوان الحماسة ) : (والمرير:
الممر المحكم. ووصف الحبل به لذلك.)[4].
وقال ابن منظر في ( اللسان ) : (ومرة الحبل : طاقته
وهي المريرة ، وقيل : المريرة الحبل الشديد الفتل ، وقيل : هو حبل طويل دقيق وقد
أمررته . والممر : الحبل الذي أجيد فتله ، ويقال المرار والمر . وكل مفتول ممر .. )[5]
.
قلت : ولأن " العقال " مفتول من شعر الماعز أطلق عليه ( مرير ) في لسان قبائلنا الجُذامية .
قال توبة :
لعلك يا تيساً نزا في
مريرة معذب
ليلى أن تراني أزورها
وتطلق أيضاً قبائلنا على " الشماغ " اسم ( عَقدَّة
) وذلك لأنها تعقد الرأس .
وأيضاً يستخدم " عرباننا " لفظ } عَقَّدَ { بمعنى : ( ذَهَبَ ) كقولهم : ( عَقَّد
أحمد للمكتبة ) أي : ذهب مع الإصرار والتصميم
.
وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبو بكرة
الترباني .