لقد بينت في " الحلقات السابقة ـ الأولى
و الثانية ـ " بُعد هذا الإدعاء
الأقرع من المهيع العلمي ، ولقد قلت عندما خرج هذا الإدعاء : أنه عبارة عن } عتبة
وسُلم { للتقرصن على " أنساب
آل البيت ـ رضوان الله عليهم " .
وسبب زوبعة هذا الإدعاء هو " تغلغل العوام " وتكلمهم في الأنساب ، و } الفقر يقود إلى
الفقر { .
فقد اطلعت على " خربشةٌ " لَّغوَصَها رُجَّيل عنده } زعارة {
في الجهل والكذب و ( الهبَّل !! ) فجاء ببعض
الكُتب والتي تذكر هاشمية ( الترابين !! ) وكأنه
جاء بالمكنون من مغارة ( علي بابا !! ) .
ومن هذه الكتب التي يظن ذاك "
الأزعر " أنها ( قُطب
الرحى ) كـ }
سيناء أرض الفيروز ، شريعة الصحراء ، مجلة
الهلال ..... { ثم أردف كتاب المدعو " أحمد أبو خوصة " والذي هو على منهج ( أفٌ وتُف وجوربٌ وخُف ) .! .
فنقول لهذا الـ " أزعر !! " : هذه الكُتب أطلعنا عليها عندما كُنت
أيها " الجاهل " تَرطّ خصركَ في جلسات
الطرب في مدينة }
العقبة !! { .
أما الاستشهاد بهذه الكُتب على } علوية النسب أو
قُرشيتها { فنقول بلسان أهل مصر } إيه الهيافة
دي ؟! { فهذه الكُتب كالعملة الزائفة ليس لها رصيد في ( المراجع والمصادر ) القديمة ؛ بل أن المراجع تردُّها
وتَصفعُها ..
ولهذا أخي القارئ لن تجد مع } كثرة الغُبار
إلا قذى العيون { فهؤلاء الجهلة فقرهم يقودهم إلى فقر ، فلا علم ولا
تحقيق ولا تحرير للمسائل !! ..
ولكن قد } أختلط المرعى
بالهمل {
واظهروا الجرأة على التاريخ والاستخفاف في الأنساب ، وإلى الله المشتكى .
ونحن نعلم وكل من درَّسَ النَّسب
أن أنساب ( قُريش ) محفوظة في بطون الكتب وخاصة أنساب أبناء } الحسن والحسين {،
وقد سارع العلماء في كل زمان ومكان في تقييد أنسابهم و} تذييل {
الأعقاب ، ولم نجد ذكراً لقبيلة الترابين العريقة في هذه الكتب المعتنية بنسب
القرشيين وأعقاب ( الحسن والحسين ) ، ونذكر بعضها على سبيل المثال :
1ـ كتاب ( سر السلسلة العلوية ) لأبي نصر البخاري .
2ـ كتاب ( نهاية الاختصار في أنساب الطالبيين ) لأبي القاسم الرازي .
3ـ كتاب ( الأنساب ) للشريف العُقيقي .
4ـ كتاب ( الموثق في النسب ) للنسابة أبو زرعة .
5ـ كتاب ( الإفادة في تاريخ السادة ) للهاروني .
6ـ كتاب ( نزهة عيون المشتاقين إلى وصف السادة الميامين ) لأبي الغنائم
الزيدي .
7ـ كتاب ( أنساب آل أبي طالب ) للخوارزمي .
8ـ كتاب ( أنساب آل الرسول وأولاد البتول ) لأبي الفتح الكوفي .
9ـ كتاب ( المجدي ) للعمري .
10ـ كتاب ( أنساب آل أبي طالب ) لأبي المعالي الحسيني .
11ـ كتاب ( غاية المعقبين ) للطباطبائي .
12ـ كتاب ( دوحة الشرف في أنساب آل أبي طالب ) للحسن بن القطان .
13ـ كتاب ( طبقات الطالبيين ) للجواني .
14ـ كتاب ( الشجرة المباركة في أنساب الطالبيين ) للفخر الرازي .
15ـ كتاب ( بستان الشرف
) للمروزي .
16ـ كتاب ( عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ) لابن عنبة .
17ـ كتاب ( التبيين في أنساب القرشيين ) لابن قدامة المقدسي .
18ـ كتاب ( جوهر القلادة في نسب بني قتادة ) لابن الأعرج .
19ـ كتاب ( إرشاد الهادي إلى نسب آل النبي الهادي ) لليعمري .
20ـ كتاب ( الثبت المصان بذكر سلالة سيد ولد عدنان ) لمؤيد الدين
الحسيني .
وغيرها من الكتب التي اختصت في
أنساب ( الحسن والحسين ) وأنساب القرشيين عامة .
ولن تجد في كل هذه الكتب ذكر
لقبيلة ( الترابين العريقة ) أبداً ، فلو كانت
قرشية أو هاشمية كما يزعم " أوباش العلوم
" لوجدنا لها ذكر في هذه المصنفات .
ولا سبيل إلى ذكر كل ما تمتلئ به
الجعبة في هذا الأمر .
ولكن الآن وبعدما جفت الينابيع
وصوَّح النبت خرج } الأعرج والأحول والأبرص { ليتكلم في الأنساب ويعبث بها ، ويتقرصن على أنساب
غيره بدون علم وورع .
فقبيلتنا الترابين العريقة هي
قبيلة }
جُذامية قُحة { قيدَّ النسابة الجزيري أنسابها من
نسابيهم وأهل التاريخ منهم[1]
، وكذلك قيدَّ ذلك سجل } دفتر أمير غزة {
في القرن العاشر .
فلو كانت تعرف قديما في ( قُرشيتها ـ المزعومة ـ ) لذكرت هذا تلك المصادر التي
ذكرناها آنفاً .
ولكن من فقرهم ( والفقر يقود للفقر ) صاروا يستشهدوا بالنطيحة والمتردية
كـ ( أبو خوصة !! ) فسبحان الله .
ولهذا اعلم أخي القارئ أن هؤلاء
والمروجون لهذا النسب } الفارغ { هم شرذمة من أجهل خلق الله ، فلو
سألتهم من أي عقب من أعقاب ( الحسن والحسين ) أنتم
؟! سوف تكشف }
هبلَّهم { وإن قالوا لك : }لا أحد يحفظ سلسلة أجداده للحسن أو الحسين الآن { أو ( لا أحد يحفظ إلى أي بطن يرجع لقريش
) فأصفعه على قفاه وقُل له : ( كذبت يا لُكع ) فقد أهتم العلماء في تقييد أنساب ( العلويين ـ أبناء الحسن والحسين ) خاصة وأنساب القرشيين
عامة أشد الاهتمام ، فبلغت المصنفات
والمؤلفات في تقييد ذرية علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ خاصة وقُريش عامة أكثر من 400 مؤلف .. فأين أنتم
منها ؟! ..
فقبيلتنا الترابين قد حفِظَ أهل النسب
تفرعاتها وجذورها كالنسابة الجزيري وغيره ممن غرف من وعاءه واستخرج الكلام من مجثمه
، وعدَّوها قبيلة جُذامية ، فتمسك بغرس أقوال أهل النسب المتقدمين ودعك من تلك } الغبرة { التي يُثيرها شِلة من حُثالة ونُخالة الناس ، لا
يُعرفون بعلم ولا بحلم ، إنما مُكِّنَ لهم الـ } الَّلغوصة والتخبيص { عبر الشبكة العنكبوتية ، وفي الواقع هم كخبر العنقاء
والغول ..
وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبو بكرة
الترباني .