لا يُعاب العالم في
اللغة ضعفه في علم الأنساب، وكذا لا يُعاب العالم بالحديث عدم معرفته للعربية قال الحافظ الذهبي في" تذكرة الحُفاظ "( 3/157 ):(نوح الجامع مع
جلالته في العلم تُرك حديثه، وكذلك شيخه مع عبادته ، فكم من إمام مقصر عن غيره، كسيبويه مثلاً: إمام في النحو ولا يدري ما الحديث، ووكيع إمام في الحديث ولا
يعرف العربية، وكأبي نواس رأس في الشعر عري من غيره، وعبد الرحمن بن مهدي إمام
في الحديث ولا يدري ما الطب قط، وكمحمد بن الحسن رأس في الفقه ولا يدري ما
القراءات، وكحفص إمام في القراءة تالف في الحديث، وللحروب رجال يعرفون بها، وفي
الجملة: وما أوتوا من العلم إلا قليلاً ) .
وإنما
يُعاب العالم حين يتكلم ويُحاول أن يتصّدر في غير فنه، فهنا يُعاب ويُزجر، ولما تكلم الكرماني ـ رحمه الله ـ في غير فنه، قال فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في( الفتح )( 3/584 ):( وإذا تكلم
المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب ) وقال إمام الدُنيا الشافعي ـ رحمه الله ـ
في كتابه ( الأم )( 17 ):( فالواجب على العالمين ألا يقولوا إلا من حيث
علموا، وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه، لكان الإمساك أولى
به، وأقرب من السلامة له) وهذا معلوم حتى عند العوام وقالوا:" من
تكلم في غيرِ كاره قلَّ مقداره " .
والذي دفعني لكتابة هذه الوقفات، أنني أطلعت على
بعض تغريدات الدكتور اللغوي عبدالرزاق الصاعدي ـ عفا الله عنا وعنه ـ في بعض مسائل
الأنساب، حتى وقع في مغالطات وتجاوزات ظاهرة، وهو لا يُعرف عنه ـ غفر الله له ـ
أنه من أهل النسب ولا المهتمين فيه وليست له معرفة في أصول هذا العلم الشريف
وقواعده، وقد اعترف ـ غفر الله له ـ بذلك كما في تغريدة له بتاريخ 12/ أبريل /
2018 حيث قال:( ليس من اهتماماتي الكتابة في الأنساب ... ) وكذلك أقر بأن
تحرير نصوص الأنساب[ صعب ] عليه، ويرى الاشتغال بعلم النسب مضيعة للوقت(!) .
ومع هذا كله نجده ـ
غفر الله له ـ يتكلم بغير علم في مسألة [ نسبة بطون حرب للأنصار ] ويقع في
النسابة الثقة الهمْداني ويزعم أن الأنصار دخلت وانصهرت في قبيلة حرب هكذا بغير
علم وحُجة، فهو لا يقبل أن يتكلم في اللُغة غير العارف بها ولا أظنه ـ رزقه الله
الإنصاف ـ أن يتكلم هو في علم النسب وهو غير العارف بأصولِ هذا العلم الشريف
وقواعده، ورحم الله الشاطبي حيث قال في( الموافقات )( 1/ 140 ) عند شروط العالم ـ في أي علم اتفق
ـ :( أن يكون عارفاً بأصولهِ، وما ينبني عليه ذاك العلم، قادراً على التعبير
عن مقصوده فيه، عارفاً بما يلزم عنه، قائماً على دفع الشبه الواردة عليه فيه).
فإن منهج العلماء رد
كلام غير المختص إذا تكلم في غير اختصاصه، فهذا الإمام العلامة الألمعي ورأس
اللغة [ الأصمعي ]رد علماء الحديث والنسب رواياته في الأنساب إذا تفرد؛ لأنه
غير مختص وليس من أهل الضبط في هذا العلم الشريف، قال الحافظ ابن قطلبوغا في (
الإكمال )( 9/199 ): ( وفي قوله: كذا نسبه الأصمعي: قصور كبير؛ لأن
الأصمعي ليس نساباً، ولا له كتاب معلوم في النسبِ ) وهذا منهج العلماء في التعامل مع روايات رأس
اللغة ـ الأصمعي ـ عندما يتكلم في غير فنه، ونحن على طريقتهم ـ لا نخرج ـ ونتعامل
مع كلام الأخ الدكتور عبدالرزاق الصاعدي ـ غفر الله له ـ ونرد كلامه ومغالطاته
التي خرجت منه عندما تكلم في غير فنه واختصاصه، ورحم الله الشوكاني القائل في (
أدب الطلب ) ( ص76 ):( إن إنصاف الرجل لا يتم حتى يؤخذ كل فن عن أهله كائناً
من كان ... ).
ولو أن الأخ الدكتور
عبدالرزاق الصاعدي ـ عفا الله عنه ـ رجع إلى أهل الاختصاص من نسابة قبيلة حرب مثل: [ الأخ الدكتور فائز البدراني والأخ محمد الجحدلي والأخ محمد البيضاني والأخ عدنان
العمري والأخ محمد الرحيلي والأخ العوفي ، والأخ نواف البيضاني ] وقبلهم: [ الجاسر والبلادي ـ رحمهم الله ـ ] وهم كُثر ـ ولله
الحمد ـ ومن أهل المعرفة في أنساب قبيلة حرب، لما وقع في هذه المغالطات
الواضحة والتي سنعلق عليها لاحقا، ورحم
الله دُرة بلادنا الأردن ومحدث العصر الألباني ـ رحمه الله ـ القائل في ( الصحيحة ) ( 2/ 222 ): ( رأي
العالم المختص في علمه ، حجة على غير المختص ولا يجوز رده إلا بحجة أقوى )
ولهذا قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في ( أدب الطلب ) ( 76 ): ( وأما إذا أخذ العلم عن غير أهله ورجح ما يجده من كلام لأهل العلم في فنون ليسوا من أهلها ، وأعرض عن أهلها فإنه يخلط ويخبط ... ) وترك الدكتور الصاعدي ـ عفا
الله عنه ـ أهل الاختصاص في أنساب حرب اليوم، واعتمد على كلام من لا تُعرف له
دراية في أصول وقواعد علم النسب وهو الأخ ابن طما ـ هداه الله ـ والذي قام
وقعد وهو ينسب بطون قبيلة حرب إلى الأنصار بناء على تشابه الأسماء وتوافق الديار
وانعدام كلامه من نصوص علماء الأنساب الواضحة والظاهرة في نسبة بطون قبيلة حرب
المعاصرة إلى الأنصار، وهذا ما جعل الدكتور عبدالرزاق الصاعدي ـ رزقه الله
الجنة ـ يقع في هذه المزالق.
وقد صّنفت رسالة في
هذا الباب وهي مطبوعة ـ ولله الحمد ـ بعنوان: [ حُكم رواية غير العارف بأصول
النسب في أنساب قبائل العرب ] ونقلنا فيها منهج العلماء في التعامل مع رواية
غير العالم في النسب؛ لأن أمر الأنساب عظيم وكما قال الهيتمي في ( الفتاوى ) ( 2/
423 ): ( النسب يُحتاط له بخلاف المال ) ونسب الأنصار نسب عظيم أمرنا
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمحبتهم وجعل آية الإيمان حبهم ، فالواجب على كل
مسلم أن يعرف نسب الأنصار حتى يحبهم كما أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويرد
الادعاءات الباطلة حول هذا النسب العظيم، وزجر من يتساهل فيه وينسب بعض بطون
القبائل العربية إلى النسب الأنصاري هكذا بحجة [ تشابه الأسماء وتوافق الديار
] مع انعدام النصوص العلمية في نسبة هذه البطون إلى النسب الأنصاري، ورحم الله
الحافظ السخاوي القائل في كتابه ( استجلاء ارتقاء الغرف ) ( 2/ 134 ): ( وعجيب
من قوم يبادرون إلى إثباته بأدنى قرينة وحُجة موهمة ، يسألون عنها يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) وهذا في حق من ينسب بعض البطون بأدنى
قرينة وحُجة موهمة، فكيف بمن ينسب بطون قبيلة حرب العريقة إلى الأنصار بتشابه
الأسماء وتوافق الديار هكذا دون نقل كلام علماء النسب من الأنصار وغيرهم في نسبة
بطون حرب المعاصرة إلى الأنصار؟!
ونشرع في
التعليقات على بعض تغريدات الدكتور الصاعدي ـ غفر الله له ـ :
· 1ـ
الوقفة الأولى: قال الدكتور الصاعدي ـ عفا الله عنه ـ في تغريدة له
بتاريخ 16 / يونيو / 2018: ( من الصعب تحرير نصوص الأنساب ومروياته من التزّيد
والمبالغات والخرافات ، وأرى أن من يشتغل بالأنساب يهدر وقته فيما لا طائل من ورائه
).
قال أحمد
أبوبكرة الترباني: لو درس الدكتور ـ
عفا الله عنه ـ علم النسب وعرف أصوله وقواعده وأخذ هذا العلم عن أهله لسهل عليه
الأمر، ولكن صَعب عليه ذلك؛ لأنه ليس من أهل الاختصاص ولا المهتم بهذا العلم،
والمبالغات والتزّيد والخرافات في كل العلوم ومنها العربية ويكشف عن هذه المبالغات والخرافات أهل
الاختصاص، ومن أهم مصادر هذه المبالغات تكلم المرء في غير فنه واختصاصه، ولهذا
قال أبو الطيب اللغوي في ( مراتب النحويين
) ( ص 3 ): ( واعلم أن أكثر آفات الناس الرؤساء
الجهال والصدور الضلال، وهذه فتنةُ الناس على قديم الأيام وغابر الأزمان فكيف
بعَصْرِنا هذا وقد وصلنا إلى كدر الكدر وانتهينا إلى عكر العكر وأُخِذ هذا العلم
عَمّن لا يعلم ولا يحسّ ولا يفقه، ولا يحسن يفهم الناس ما لا يفهم ويعلمهم عن نفسه
وهو لا يعلم يتقلَّد كل علم ويدعيه ويركب كل إفك ويحكيه ويجهل ويَرَى نفسه عالمًا
ويعيب مَنْ كان من العيب سالمًا ) .
وأما قوله ـ غفر الله
له ـ: ( وأرى أن من يشتغل بالأنساب يهدر وقته فيما لا طائل من ورائه ) فهذا
دليل على انعدام معرفته بهذا العلم الشريف ، ويرد عليه الحافظ ابن عبد البر كما في ( الإنباه ) ( ص12 ): ( ولعمري
ما أنصف القائل إن علم النسب علم لا ينفع ، وجهل لا يضر ) وقال ابن حزم
الأندلسي كما في ( الجمهرة ) ( ص4 ): ( علم النسب علم ينفع ، وجهل يضر في
الدنيا والآخره ) وقال صاحب "
اللباب " ( 1/ 7 ): ( علم يحتاجه طالب العلم ويضطر الراغب في الأدب
والفضل إلى التعويل عليه ) ومن أهمية الاشتغال بهذا العلم الشريف معرفة
الأنصار وحُبهم كما أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورد الادعاءات الباطلة التي
يروج لها الجهلة ليُرشده إلى الكبيرة التي
ارتكبها من باب قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ليس من رجل ادعى لغير
أبيه ـ وهو يعلمه ـ إلا كفر بالله ، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده
من النار ).
2ـ الوقفة الثانية: قال الدكتور عبدالرزاق الصاعدي
في تغريدة له بتاريخ 17 / يونيو / 2018: ( لا أثق في رواية الهمداني في
الإكليل ، وأظنه بالغ وهوّل وزاد ، لأني أرى في المفردات البدوية والخصائص اللهجية
لقبيلة حرب وبطونها كعوف صلة وثيقة بلهجة الأنصار ... ) .
قال أحمد
أبوبكرة التُرباني: لا
تثق هذا شأنك ـ غفر الله لك ـ ولست من أهل
المعرفة والاختصاص ليُعتبر قولك ويؤخذ به، وأما أهل الاختصاص والمعرفة فهم على
ثقة برواية الهمْداني، قال الحافظ النسابة عبد الغني الأزدي عن النسابة الهمداني: ( عليه المعول في أنساب الحميريين ) وقال الحافظ النسابة الرشاطي عن
الهمداني كما في ( اقتباس الأنوار ـ مخطوط ـ
ص 178): ( والهمداني في نسب حمير يُتبع ؛ لأنه اعتنى به اعتناء كثيرا
والله أعلم ) وقال العلامة الأديب القفطي عن كتاب " الإكليل
" كما في ( إنباه الرواة ) ( 1/ 314
): ( وهو كتاب جليل ) وقال أيضا في ( إنباه الرواة ) ( 1/ 314 ) عن الهمْداني: ( نادرة زمانه وفاضل أوانه ، الكبير القدر ، الرفيع الذكر ، صاحب الكتب الجليلة ، والمؤلفات الجميلة ، ولو قال قائل : لم تُخرج اليمن مثله لم يزِّل ؛ لأن المنجم من أهلها لا حظ له في الطب ، والطبيب لا يد له في الفقه ، والفقيه لا يد له في العربية وأيام العرب وأنسابها وأشعارها ، وهو قد جمع هذه الأنواع كلها وزاد عليها ...) واعتمد عليه الحافظ الناقد ابن حجر العسقلاني كما في ( فتح الباري ) (
6 / 539 ) حيث قال: ( وأجاب الهمداني النسابة عن ذلك ) .
وأما قول الدكتور ـ
غفر الله له ـ : ( وأظنه ) هذه دندنة غير العارف ولا المهتم بالأنساب، ولا
يصح أن يُشكك ويغمز في علم النسابة الهمْداني هكذا بقوله ( وأظنه ) فهذه
جرأة وقفزة منه عن منهج النقد العلمي .
وأما قول الدكتور ـ
غفر الله له ـ: ( لأني أرى في المفردات البدوية والخصائص اللهجية لقبيلة حرب
وبطونها كعوف صلة وثيقة بلهجة الأنصار ...
) وجعل هذا التوافق( ؟ ) حُجة في ربط بطون حرب المعاصرة بالأنصار؟!! فهو يستغل علمه ومعرفته اللغوية في عدم
معرفته في الأنساب، ولم نر علماء الأنساب في مؤلفاتهم اعتمدوا على وصل
الأنساب بناء على توافق اللهجات مع غياب الأصل وهو انعدام الشهرة والاستفاضة .. فهذه
مجازفة لم يعرفها المتقدمون ولا المتأخرون .
فهو قد ركب مركب ابن
طما ـ هداه الله ـ لكن من خزانة تخصصه، فذاك ربط الأنساب بناء على تشابه
الأسماء وجاء الصاعدي ـ عفا الله عنه ـ وربط الأنساب بناء على توافق اللهجات، مع
غياب الأصل ! وهذه والله كبيرة .
وتشابه الاسم وتوافق
الديار أو حتى اللهجات تكون قرينة إذا توفرت النصوص العلمية من أقوال علماء
الأنساب في نسبة بطون حرب المعاصرة إلى الأنصار
وهذا معدوم مع وجود مخالفات علمية ظاهرة وهي ( قلة الأنصار )و ( خروجهم
إلى الأمصارـ مع بقاء قلة في محلها دونها نسابة الأنصار في مؤلفاتهم ولم يذكروا
بطون حرب ـ ) وهذه تمنع من القول
بأنصارية بطون حرب إلا إذا قفز عن هذه الأمور وأراد العباطة في الانتساب، فلا
يجوز وصل الأنساب بناء على تشابه الأسماء وتوافق الديار إذا فُقدت الشهرة
والاستفاضة النسبية لبطون حرب على أنها من الأنصار وتوفرت المخالفات العلمية .
وأما توافق اللهجات
فليست من الأدلة العلمية في ربط الأنساب، وإذا زعم ـ غفر الله له ـ أن بعض
بطون حرب حافظت على لهجاتها الأنصارية(!) فمن باب أولى أن تُحافظ على ما هو
أعظم من ذلك وهو النسب الأنصاري والذي لم نجد علماء الأنساب من الأنصار ومن غير
الأنصار نسبوا بطون قبيلة حرب للأنصار ولا حتى نسابة قبيلة حرب مثل: "
الجاسر والبلادي ـ رحمهم الله ـ " ذكروا أو أشاروا إلى أنصارية بطون قبيلة
حرب ، ولم نجد من العلماء من ذكروا ذلك ولو بصيغة التمريض والتضعيف: [ قيل
أو يُروى ] وهذا دليل على انعدام رأس
ثبوت النسب وهي [ الشهرة والاستفاضة ] لهذا القول الباطل .
3ـ الوقفة الثالثة: قال الدكتور عبد الرزاق
الصاعدي في تغريدة له بتاريخ 18 / يونيو / 2018: ( قبائل الأنصار دخلت في
قبيلة حرب ، وأصبحت جزءاً من مكوناتها ) .
قال أحمد أبوبكرة الترباني: هات لنا أقوال
علماء الأنساب الواضحة والمُبينة دخول الأنصار وانصهارهم مع قبيلة حرب، ودعك
من الغمغمة والتعتيم والاعتماد على تشابه الأسماء(!) فمنهج أهل العلم يمتاز
بالوضوح لا التعتيم، هات لنا نصوص العلماء الواضحة والظاهرة في أن الأنصار دخلت
في قبيلة حرب، كأن تقول: قال النسابة فلان بن فلان: " وعوف
الذين في حرب هم من الأنصار " وقال المؤرخ النسابة فلان بن فلان: "
ودخلت بعض بطون الأنصار في قبيلة حرب وهي عوف وكذا وكذا " هذا هو
المنهج العلمي الواضح الذي يطرب له العلماء وطلبة العلم ، فأذكر لنا أقوال علماء
الأنساب الواضحة في ثبوت دخول الأنصار في قبيلة حرب، وأما الغمغمة والتعتيم وربط الأنساب بناء
على تشابه الأسماء وتوافق الديار فهذه حجة العوام .
هذا ما وقفت عليه من
تغريدات للدكتور عبد الرزاق الصاعدي ـ عفا الله عنه ـ والتعليق عليها باختصار،
ونسأل الله أن يوفق الأخ الدكتور الصاعدي بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص من
قبيلته العريقة كما هو منهج أهل العلم والإنصاف ولا نحسبهم ـ أي نسابة حرب كالبدراني وإخوانه ـ أن يتركوا شرف النسب
الأنصاري والذي أمر نبينا بمحبتهم ويتعلقوا بنسبٍ آخر بعيد إلا عن علم ومعرفة وصدق
في الانتساب ، ولو كانوا من أهل الأهواء لطاروا بهذا النسب الشريف وتعلقوا به؛
لكن العلم عزيز بيّنَ ووضّحَ نسب بطون حرب وأن لا علاقة لها بالأنصار أبداً ولم
يذكر ذلك علماء النسب المتقدمين والمتأخرين ذلك ولو بالإشارة أو حتى بصيغة التمريض، والنسب يُحتاط له بخلاف المال ولا يجوز التساهل فيه ولا إثباته بالحُجج الموهمة .
وكتبه:
أبوسهل
أحمد أبوبكرة التُرباني
16/ 10 /
1439 هــ
الأردن ـ جرش