سألني أحد الأخوة قائلاً : [ هل
يجوز تسمية جُهينة وبلي بالأنصار ؟! ] .
قال أحمد أبو بكرة التُرباني : أتفق
أهل النسبِ والحديث على أن مُسمى ( الأنصار ) يُطلق على الأوس والخزرج ، وقد صار
هذا الاسم خاص لهم ويُعرفون به ، وقد خصَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأوس
والخزرج بهذا الاسم ( الأنصار ) حيث قال كما عند البخاري في ( صحيحه ) ( 3321 ) :
( قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي ليس لهم موالي دون الله
ورسوله ) وذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبيلة جهينة مستقلة عن مسمى الأنصار
وكذا مزينة ... الخ .
وأخرج البخاري في ( صحيحه ) (
3565 ) عن غيلان بن جرير قال : قلت لأنس : " أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به
أم سماكم الله ؟ قال : بل سمانا الله عز وجل ...... " .
ولهذا فإنه إذا أُطلقَ هذا الاسم لا يُقصد بهِ إلا ( الأوس والخزرج ) ويجوز أن يُطلق على هذه القبائل القُضاعية ـ جهينة وبلي ـ أنصارية إذا كان لها مع الأوس والخزرج ( حِلف أو نزول ) فقط ، وانتبه لهذا .
ولهذا فإنه إذا أُطلقَ هذا الاسم لا يُقصد بهِ إلا ( الأوس والخزرج ) ويجوز أن يُطلق على هذه القبائل القُضاعية ـ جهينة وبلي ـ أنصارية إذا كان لها مع الأوس والخزرج ( حِلف أو نزول ) فقط ، وانتبه لهذا .
وأيضاً في كتب ساداتِنا أهل النسب
والحديث لا يُطلقون مُسمى الأنصار إلا على ( الأوس والخزرج ) وهذا مشهور ومعروف لا
يحتاج أن يُذكر ، وتجدهم إذا ترجموا للصحابة مِن جهينة أو بلي الذين مع الأنصار ـ الأوس والخزرج ـ يقولون : ( الجُهني حليف الأنصار ) أو : ( البلوي حليف الأنصار ) .
فقبيلة جهينة وبلي القضاعية ،
قبائل قائمة بنسبها ومسماها الأصلي في كتب أهل الحديث والنسب ، وعلى هذا عامة
النسابين ، قال النسابة الحافظ مغلطاي ( ت 762 هـ ) في ( الإكمال ) ( 11 / 243 ) : ( وجهينة لا
تجتمع مع الأنصار بحال على ذلك عامة النسابين ) وقال أيضاً في ( الإكمال ) ( 5/201
) : ( لأن جهينة ليست من الأنصار بحال ) وقال أيضاً في ( الإكمال ) ( 7/ 323 ) : (
وجهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي قبيل من قضاعة ، فأنى يجتمع مع
الأنصار إلا بحلف أو نزول ) وهذا يوضح أن جُهينة أو بلي أو غيرها من القبائل لا
تجتمع مع الأنصار إلا بحلف أو نزول وغير ذلك لا تجتمع وعلى ذلك عامة النسابين .
وقال مغلطاي في ( الإكمال ) ( 7/
241 ) : ( وبلي من قضاعة لا يجتمع مع الأنصار بحال حقيقي ) .
فلا يجوز تسمية هذه القبائل
القُضاعية والقائمة بنسبها واسمها ( أنصارية ) إلا بحلف أو نزول ؛ لأن هذا المسمى
( الأنصار ) هو للأوسِ والخزرج وبه تُعرف أنسابهم ، والانتساب للأنصار بغير حق
كبيرة من الكبائر لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ومن ادَّعى إلى غير أبيه
أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) ؛ لأن مسمى
الأنصار خاص بــالأوسِ والخزرج وبه تُعرف أنسابهم .
وكتبه :
أبوسهل أحمد أبوبكرة الترباني
الأردن ـ جرش
16/6/1439هـ