بنو عطية عند المؤرخ القطب النهروالي
( 990هـ )
يُعد القطب النهروالي المتوفى سنة ( 990هـ
) من مؤرخي مكة الكِبار وهو صاحب كتاب ( الإعلام بأعلام
بلد الله الحرام ) وهو صاحب رحلة .
صَّنف المؤرخ القطب النهروالي رسالة في
رحلته للمدينة وبلاد الروم وذكر منازل القبائل العربية القاطنة على طريق الحاج المصري
والشامي ، وهذه الرحلة سمَّاها ( الفوائد السنية في
الرحلة المدنية والرومية ) ولا تزال هذه الرسالة مخطوطة ، وقد أرسل لي الأخ
الباحث يوسف الحارثي صاحب كتاب ( وقف أبي نمي بين الحقيقة والوهم ) نُسخة من هذه
المخطوطة النفيسة ، وقد جاء فيها ما يُعانق ويُسلم على نصوص الفقيه النسابة عبد
القادر الجزيري المتوفى سنة ( 977هـ ) حيث ذكر القُطب النهروالي دركُ قبائل بني
عطية وأن أصل دركهم من العقبة إلى مصر ، وذكر أن قبائل بني عطية : ( قوم كثيرون ) .
قال القطب النهروالي في رحلته ( ص 13 ) :
( الخامس : بني عطية وهم قوم كثيرون وأصل الدرك ، ومنهم :
الحويطات وشيخهم ، وهم كثيرون ودركهم من العقبة إلى مصر وعادتهم ما تقدم )
.
قال أحمد أبو بكرة
التُرباني : قوله : ( قوم
كثيرون ) بينها النسابة الفقيه الجزيري وفصًّل فيهم وعدَّدَهم وهم : ( الترابين ، الحويطات ، الوحيدات ، السواركة ، المعازة ـ وهم بني
عطية تبوك ـ الرتيمات ، المساعيد ... الخ ) فهؤلاء قبائل بني عطية والذي
أشار لهم القُطب النهروالي بأنهم : ( قوم كثيرون )
.
ويذكر المؤرخ المكي النهروالي قبيلة ( الحويطات ) وأنها عطوية النسب ، وهذا يُعانق نصوص
النسابة الفقيه الجزيري ويُبين معرفته التامة والدقيقة بقبائل بني عطية والذي
فصَّل فيهم في كتابه النفيس ( الدُرر الفرائد ) .
وُيبين للقارئ والباحث المُنصف بأن هذه
القبائل : ( الترابين ، الحويطات ، الوحيدات ، المساعيد ،
المعازة ...... الخ ) في النصوص القديمة عطوية النسب جُذامية العرق وأما الكتب المُعاصرة
فقد قطَّعت أوصال هذه القبائل وشتت انسابها بفعل جهالها وأهل القمرا من الكُتَّاب وبُعدهم
عن التأصيل العلمي .
وكتبه :
أحمد أبوبكرة الترباني