قال الأحنف: (ما خان شريفٌ، ولا كذب عاقلٌ )[1]،
وقال بعض الحكماء : ) مَنْ اسْتَحْلَى رَضَاعَ الْكَذِبِ عَسُرَ فِطَامُهُ ).
أختلق الأزيب
" علاء ديروان الجلبي الدمشقي " لأجداده
وقفيات لا ذِكر لها عند أهل الشام ـ دمشق ـ وسبب
هذا الكذب ليضفي على بيته الجاه والعلم ( ؟ ) فكما كذب في نسبه وكذب على السيد
محسن الأمين وغيره من علماء الشيعة من السهل أن يكذب في أمور الوقف ، وسنبين للقارئ كذب هذا الأزيب الديروان
بالوثائق الشرعية ، وكما قال مؤرخ عصره الذهبي في " التذكرة
" : ( فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله )[2].
قال الأزيب
" علاء ديروان الجلبي " في مقالته ( نسب آل ديروان بدمشق ) : ( علاء
بن عبد العزيز بن أبي راشد علي الوجيه الكريم ، آل إليه الوقف بعد وفاة أبيه
مشتركا مع ابن عمه السيد زكي وأبيه من قبله السيد عبد الله، وقد كان السيد عبد
الله عليه الرحمة متوليا للوقف الجعفري في سوريا بأمر الإمام الحجة السيد محسن
الأمين الحسيني أعلى الله مقامه ... ) .
قال
أحمد أبوبكرة الترباني :
زعم هذا الأزيب أن وقف ( الجعفري ) آل إليهم (!) بأمر من السيد ( محسن الأمين ) ولا خبر لهذا في كتب تواريخ الشيعة في
لبنان وسورية ، لاسيما أنه له سابقة في الكذب على " محسن
الأمين " فلم يُترجم الأمين لأحد من أجداده وأهملهم ، ثم صَّور الأزيب
( الديروان الجلبي ) للقارئ بأن لهم أوقاف كثيرة
وكبيرة ( ؟ ) وهذا من كذبه المعروف لمن تتبعه .
يقول " علاء الديروان الجلبي " في نفس مقالته : ( و يقع هذا
الوقف في منتصف الشارع المستقيم بدمشق القديمة ، وهذا الشارع يبدأ بسوق مدحت
باشا مرورا بحي مئذنة الشحم وينتهي بباب شرقي، ويمتد الوقف إلى أعالي شارع
(السيد محسن الأمين)، والمعروف (بحي الأمين)، وإلى محلة (المنكنة) في (حي
القيمرية) الملاصق للحيين المذكورين، ويقع قسم من الوقف في محلة (حناينا)
قرب (باب شرقي)، إضافة إلى عدة أوقاف في حي (الشرفا) المعروف عند العوام
اليوم بـ (حارة الشرفا)، أو (دخلة السيدا)، إضافة إلى المقام السيدة سكنية بنت
الحسين (ع) الواقع في مقبرة باب الصغير بدمشق الملاصقة لشارع أهل البيت عليهم
السلام ) .
قال
أحمد أبو بكرة الترباني :
سنبين للقارئ الكريم كذب هذا الأزيب وأن هذه الوقفيات من صُنعه فقط ، فقد فتشنا عن
هذه الوقفيات المكذوبة في ( سجلات محكمة دمشق الشرعية )
ولم نجدها ، وإنما ورد لهم ( وقف ذري ) عبارة عن ( جزء صغير من إحدى البيوت وهو عبارة عن طبقة ومشرقة .وأجرة
هذا الوقف هي 36 قرش في السنة فقط ) ولا وقف لهم غير هذا ، وهو وقف ذري ،
أي : ( أوقف على النفس لحين الوفاة ومن بعدها على الذرية )
فليس هذا الوقف بوقف خيري أو مبرات وإنما هو خاص فيهم عبارة عن ( بيت صغير ) أجرته 36 قرش في السنة لا غير ..
جاء
في سجلات ( محكمة دمشق ) الوثيقة رقم (42)
من السجل رقم 257 والمؤرخة عام
1221هـ ، ما نصه : ( استأجر حسين بن صادق عضل بماله لنفسه
من السيد علي جلبي الدروان فأجره
ما هو جار في وقفه الموقوف عليه من قبل نفسه بموجب كتاب وقفه المخلد بيده
السابق على تاريخه وذلك جميع الطبقة والمشرقة
من جملة الدار الكاينة باطن دمشق بمحلة الخراب وتشمل أربعة جدر وسقف ومنافع
شرعية المحدودة قبلة الدار وشرقا كذالك وشمالا الحضيرة وغربا دار المستأجر
والمشرقة وفيها الباب بحق ذالك والمعلوم ذالك عندهم علما شرعيا إجازة
شرعية لازمة للسكن والإسكان والانتفاع
بذالك على العادة لمدة سنتين كاملتين بإيجاب
وقبول شرعيين أولها غرة شهر تاريخه
بتصادقهما على ذالك باجرة وقدرها كل سنة من المدة المرقومة ستة وثلاثين
قرش صاغ ميرية . أذن المؤجر للمستأجر
بصرف ستة قروش على تطيين المأجور وترميمه
إذنا شرعيا مقبولا كحال أجرة السنة الأولى مقبوضة بيد المؤجر من المستاجر
القبض الشرعي بعد سبق النظر والخبرة والمعاقدة الشرعية على ذالك وتصادقا على ذالك تصادقا شرعيا وتثبت ذالك
بشهود آخره وبصريح الاعتراف لديه بذالك
ثبوتا شرعيا . حرر في سادس عشر ربيع الآخر
سنة احد وعشرين ومايتين وألف ) .
وهذه
صورة الوثيقة :
قال
أحمد أبوبكرة الترباني :
فهذه الوثيقة تُبين كذب الديروان واستخفافه بعقول الناس ، وقد زار المؤرخ حسن بن
محسن الأمين ( حي الشرفا ) في دمشق وقال : ( ويبدو أن الاسم الشرفا قد التصق بها لأن سكانها كانوا من السادة
الأشراف وهم في أكثريتهم من آل مرتضى، وإن كانت منذ عرفناها غير مسكونة إلا من
بيتين منهم فقط، أما البقية فهم من آل اللحام، ثم من آل بيضون، وبيت واحد من آل
الجمال ... )[3]
فلم يذكر بيت
( الديروان ) ولا وقفياتهم الذي يزعم بأنها معلومة
للعامة ( ؟ ) وإنما وقف ( الديروان ) وقف ذري فقط
مكون من بيت صغير .
وأما عبارة ( السيد ) في هذه الوثيقة ، فقد استعملت هذه العبارة في نفس الفترة الزمنية في حق رجالات من
العجم في هذه السجلات مثل بيت ( الروماني) من العجم وهم يسكنون في نفس محلة " الديروان " محلة الخراب وغيرها من العائلات مثل بيت ( الخربطلي )... فلا يُقصد بها سيادة النسب الشريف ابداً لأنها استعملت في حق من هبَّ ودبَّ من العرب والعجم في هذه السجلات وقد تتبع هذا أحد الإخوة الكبار وتتبع ذكر " بيت الديروان " في هذه السجلات وستصدر بإذن الله في
رسالة علمية نافعة تُبين للقُراء فحولة هذا الأزيب الرافضي ( علاء ديروان الجلبي ) في الكذب وانتحال النسب الشريف .
وكتبه :
أحمد بن
سليمان بن صباح أبوبكرة الترباني .