من هم ( الترابين ) الذين ذكرهم ضامن بن شدقم في كتابه التحفه ؟!!!



الْحمد للهِ رَبِّ العالمين وَ الصّلاةُ وَآلسَّلامُ على رَسول الله وعلى آلهِ وصَحبهِ أجْمَعين وَبَعْدُ :

قال الجرجاني في ( دلائل الإعجاز )[1] : ( إذا تعاطى الشيء غير أهله ، وتولى الأمر غير البصير به ، أعضل الداء وأشتد البلاء ).

خَرجَ بَعضُ من تربى في حِياض الجهل ( ! ) والذينَ قَد لُّقِنوا قولاً لـ ( ضامن بن شدقم ) أساءوا فَهمه لبُعدهم عن حياضُ العلم ..

وهؤلاء ( النَّفر ؟ ) لا يُعرف عنهم إلا أنهم ( مَنقعٌ للجهل ) فَزَّقهم رُجَّيل نَصاً لأبن شدقم يذكر فيه اسم { الترابين } فهاجوا وماجوا ( ! ) يظنون أنهم وقعوا على ( ماءُ غسان ) ولا يعلمون أنهم وقعوا على ( حِثربٍ ذي طين ) يفضحُ جهلهم للناس وأنهم قوماً صدقاً مِن خِلانُ ( جُّحا ) ( ! ) .

قال ابن شدقم في ( التحفة )[2] في حديثه عن عقب عبد العزيز بن أبي رميثة : ( فأشار عليه بعض الناس بالقيام على الشريف زيد ، وانتزاع الإمارة منه ، فتعاهد مع غيطاس الفقاري السنجق بجدة ، فحدر إليه وأتى بعسكر جرّار لإخراج زيد ، فلمّا ورد الماء قال بعض : استسقوا منه ، وقال البعض : نستسقي من ( الترابين بمكة ) وذلك في العشر الأول من شهر محرم الحرام سنة 1066، فخرج إليهم ، فأطلقوا المدافع عليهم ، وكان زيد يأخذ كفا من التراب يقرأ عليه ثم ينثره في وجوه القوم ، فما أصابه ولا أحداً من أصحابه شيء أبدا من الجمع سوى .... أصابه رصاصة قتلته وكادوا يهلكون من شدة الظمأ لجزمهم على الشرب من الترابين وموقنين على قوتهم وكثرتهم فعند ذلك طلبوا منه الأمان .... ).

قال أحمد أبو بكرة الترباني : هؤلاء ( الترابين ) هُم نَّقلةُ الأتربة في الحرم المكي ، ويُطلق عليهم ( الترابين ) نسبة لعملهم في تنظيف ونقل أتربة الحرم المكي ، وكذلك وجِدَ هذا الاسم في سجلاتُ القُدس بتاريخ ( 1627م سجل ـ وثيقة رقم 35 ) : (نبه مولانا....على محمد بن رجب الترّاب المعروف بالخواجة شيخ الترابين....أن يساوي بين جماعته من الترابين في صنعتهم، ونقل التراب بحيث لا يحصل لأحد منهم ضرر..وذلك في نقل التراب من المصابن...).

وهذه الطوائف من أهل الحِرف والصنَّعة والذين يهتمون في نقلُ وتنظيف الأتربة تجد ذِكرهم في سجلات ( الحرم المكي وحرم الأقصى ) ..

فهؤلاء ( النَّفر !! ) مِن أهل الجهل والتخبيص ، وقعوا على اسم ( الترابين ) والذين يهتمون في نقل أتربة وتنظيف الحرم المكي ، فظنوا أنها قبيلة ( الترابين العطوية ) والتي فَصَّلَ فيها أهلُ التاريخ والنسبِ ( ؟ ) ..  وهذا والله الجهل الذي أساء لتاريخ القبائل ومنها  قبيلة الترابين العطوية العريقة ..

وخُذ أيها القارئ هذه الدلائل لتقوية إيمانُك :

1ـ لم يذكر أي مؤرخ عربي أو عجمي أن قبيلة الترابين من قبائل مكة أبداً ، ومن أدَّعى غير ذلك فهو كذابٌ أشر .

2ـ لم يذكر أي نسابة عربي أو مُؤرخ أعجمي أن مِن قبائل مكة المكرمة قبيلة تُدعى ( الترابين ) ومن أدَّعى غير ذلك فهو كذابٌ أشر .

راجع أخي القارئ كتاب ( معجم قبائل المملكة العربية السعودية ) للمؤرخ حمد الجاسر وكذلك ( معجم قبائل الحجاز ) للمؤرخ عاتق البلادي ، فلم يذكروا فيه قبيلة مكية أو حجازية تُدعى ( الترابين )[3] ..

3ـ ورد اسم الترابين ـ وهم طائفة من أهل الحِرف ممن ينقلون أتربة الحرم المكي ـ  سنة 1066 هـ ، وفي هذه السنة كانت قبيلة الترابين العطوية الشامية ؛ نجمُها ساطع يلمعُ في الأفق ، فلم يذكر أي مؤرخ أو أي ترباني من القبيلة أن لهم باقية وجُزء كبير منهم في ( مكة المكرمة ) ومن أدَّعى غير ذلك فهو كذابٌ أشر .

4ـ لم يُذكر في موروث قبيلة ( الترابين العطوية ) أن هُناك جُزء منها في ( مكة المكرمة ) وشاركتها حروبها ومعاركها ( ؟ ) .. فهل يأتوا لنا بنص أو قول بأن ( ترابين مكة ) فزَّعوا لأبناء قبيلتهم في حروبهم ومعاركهم ( ؟ ) ..

فإذا كان ترابين ( البساتين والجيزة ) وعلى رأسهم ( أبو سرحان ) قد فَزَّعَ لترابين فلسطين رغم البُعد وطول المسافة ، فأين ( ترابين مكة ) ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!.

5ـ لا ينتطح كبشان في أن ( الترابين ) الذين أوردهم ابن شدقم هم ( نقلة الأتربة في الحرم المكي ) ولكن الجهل الفاضح أورد هؤلاء النفر ( ! ) إلى الهرولة للإساءة لقبيلة الترابين العريقة ..

6ـ لو سَّلمنا جدلاً أن اسم ( الترابين ) التي ذكرها ابن شدقم ( قبيلة ) فأين هي الآن في مكة ؟!! لاسيما أن العهد قريب في القرن الحادي عشر ( ؟ ) .. فأين قبيلة الترابين الآن في مكة ؟!!  وأين ذكرها في مُصنفات وتواريخ قبائل مكة ؟؟!!! .

7ـ تعلم أيها القارئ الحصيف أنه لا ذكر لقبيلة الترابين العطوية في كتب أنساب قبائل قُريش أبداً ، ولا يوجد كتاب مكّي أهتم بتدوين قبائل مكة ذكر قبيلة اسمها ( ترابين ) ( ؟ ) .. ولكن العيّ جعلهم يتقرصنوا حتى على اسم نقلة الأتربة ( الترابين ) الذين يهتمون بتنظيف الأتربة في الحرم المكي ..


8ـ من قرأ النص بتمعن عرف أنهم تلك الطائفة التي تهتم في تنظيف أتربة الحرم المكي ، فإن النص يذكر حادثة بين ( الشريف زيد وأبناء عمومته و غيطاس الفقاري ) وأن الشريف زيد أراد أن يستسقي الماء من طائفة ( الترابين بمكة ) وهم الذين يهتموا في تنظيف أتربة الحرم المكي ونقلُها .. فأين العقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! الله المستعان .



وكتبه :
أحمد أبو بكرة التُرباني العطوي الجذامي




[1] ـ ( 365 ) .
[2] ـ ( 1/ 538 ) .
[3] ـ وراجع أيضا استدراكات الأخ المؤرخ أحمد ضياء العنقاوي على ( معجم قبائل الحجاز ) .. وكذلك كتاب ( قبائل الطائف ) للمؤرخ محمد بن منصور الهاشمي ولم يذكروا قبيلة مكية أو حجازية تُدعى ( الترابين ) ..  ناهيك عن كُتب المتأخرين والذين دونوا تاريخ الحجاز وقبائلها ..