الموروث الأدبي عند القبائل الجُذامية في حوش النقب كثير ، منها : ( غزليات ، فراقيات ، مرثيات ، مدح وهجاء ... ) وفي مقالتنا هذه  نُسّلط الضوء على موروث أدبي عند نساء قبيلتنا الترابين وهو ما يُعرف بـ ( الترطيل ) .
والترطيل معناه التليين والإرخاء ، ذكر ابن منظور في ( اللسان ) (2/68)  : ( وأما الترطيل فهو أن يلين شعره بالدهن والمسح حتى يلين ويبرق ) وكأن أعراب النقب أخذوا هذا المعنى " التليين والمَسح " في معاملة الصبيان عند ترقيصهم وملاعبتهم .
والترطيل عند قبيلة الترابين يختلف عن ما يُعرف بـ ( الهدهدة ) ؛ لأن الترطيل عندهم هو من باب الملاعبة وترقيص الصبيان ، وأما الهدهدة فهو من باب التنويم ، وهو تحريك الصبي بلطف لينام ، وفي الحديث عند الإمام مالك في ( الموطأ ) (36) " إن الشيطان أتى بلالا وهو قائم يصلي فأضجعه فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام ... "  . 
قال أحمد أبوبكرة الترباني : والترطيل عند نساء قبيلتنا الترابين يختلف من الأنثى للذكر ، ومن رطّاليات نساء قبيلتنا للإناث ، قولهن :
بنتنا بنتٍ جَقّم           ما تريد اللي له أم 
ما تريد إلا الوحيّد      اللي تضم خريجه ضَم
والوحيّد بتشديد الياء تصغير ( وحيد ) و خريّجه تصغير لـ ( خُرج ) . 
ومن رطّاليات نساء قبيلتنا الترابين للذكور :
• هركلة يا هركلة           دوب حصانه بيتلّه
   بنت الشيخ بترسل له      وكل من قال أنا ترباني 
                   يمشي من تحت ظله
والهركلة : ضرب من المشي فيه اختيال وبطء كما ذكر ذلك ابن منظور في ( اللسان ) .
• يا من شافه في الهدّه          راكب زرقا مسودّه
  جايبهي بتّع بذراعه        ما هو معقبهي له جدّه
وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبوبكرة الترباني 
8ـ شعبان ـ 1438هــ


