قُرشية الترابين ... ادعاء ليس له قبلة ولا محراب !! .. ( الحلقة الثانية ) .


قال السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف )[1]: ( وعجيب من قوم يبادرون إلى إثباته ـ أي : النسب الهاشمي القُرشي ـ بأدنى قرينة وحُجة موهمة ، يسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٌ سليم ).

قُلت : تعجب مؤرخ عصره ممن ينسبون أنفسهم للنسب القُرشي بُحجج موهمة ( !! ) وأدنى قرينة ( !! ) فكيف لو شاهد المؤرخ السخاوي ـ رحمه الله ـ قبيلة تنسب نفسها لقُريش بلا حُجة ولا برهان ولا قول لنسابة عربي ؟!! بل كُل المصادر التي تحدثت عنها لم تنسبها لقُريش !! .

وقد يقول قائل : أليست الاستفاضة والشُهرة من وسائل ثبوت النسب ؟!

قلت : نعم ، فالمقصود بـ } الاستفاضة والشهرة { أي : الاستفاضة والشُهرة العلمية لا الشُهرة التي مصدرها ( العوام[2] !! ) فالشُهرة والاستفاضة لها " شروط وضوابط " لا تُقبل هكذا } سبهلَّلا !! { .

فلو كانت الشُهرة تؤخذ هكذا بدون } شروطِها وضوابِطُها { لضاعت الأنساب !! .. فهذه الدولة ( العُبيدية ) اشتهر نسبُها في الآفاق وسار به الرُكبان على أنهم من آل البيت ( !! ) ولكن لم يقبل العلماء هذه الشهرة } الباطلة { وانقضوا لرد أكاذيبهم ، فصنف الباقلاني كتاباً سمَّاه ( كشف الأسرار وهتك الأستار ) وكذلك صنف الإمام أبو شامة كتاباً في الرد على ادعاء الدولة العبيدية سمَّاه ( كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر والكذب والكر والكيد ) ..

فلو كانت الاستفاضة والشهرة تُقبل هكذا بدون شروطها وضوابطها لمَّا رد العلماء على ادعاء الدولة العبيدية .

وهؤلاء معهم أدلة ( موهمة !! ) ومع ذلك } دَّهكَّ وبَركَّ { أهل العلم على ادعاءاتهم الباطلة وفندَّوها وبينوا أباطيلها .

فكيف بمن لا يملك أي دليل من أقوال أهل النسب والتاريخ على قُرشيته ؟!!

وقبيلتنا الترابين العريقة لا تملك شُهرة واستفاضة ـ نقصد : شهرة واستفاضة ـ :} علمية { على أنها من قُريش ( !! ) فلو كانت تملكُ شُهرة ٌ صحيحة } سالمة من النقض والجرح { لوجدنا هذه الشُهرة في كتب أهل النسب والتاريخ ، فلم نجد نسابة ومؤرخ نسب قبيلة ( الترابين ) إلى قُريش أبداً .

أما من يزعم بأن الاستفاضة هي بين القبيلة ( نفسُها !! ) فنقول له : لم تصدق ( !! ) فإن إجماع شيوخ قبيلة الترابين في صحراء سيناء خلاف ذلك .

 وهذه دلالة على التناقض والتضارب كما بينت ذلك في } الحلقة الأولى  {.

وحتى لو كانت الاستفاضة بين القبيلة نفسها ، فلا يُفيد في ثبوت النسب بما أنها تُخالف الشُهرة والاستفاضة " العلمية " في بطون المصادر والمراجع القديمة ..

فإن روايات العوام هي سبب } ضياع الأنساب { لاسيما أن } الحافي وأبو نّعال { صار يتكلم في علم النسب ( !! ) ومستواه العلمي أقل من مرحلة } أطفال الروضة { خّذ هذا  النموذج أخي القارئ لتعرف رداءة المستوى العلمي في اللغة العربية عند بعضهم ( !! ) ..

أنظر للصورة :



فهو يقول : ( الترابين جمع تكسير تُربة ) ويلااااااه على لغتنا العربية !! .. فتُربة جمع التكسير لها } تُرب { كـ } غُرفة { = } غُرف { ..

هذا نموذج لجماعة } أكلوني البراغيث { يتكلم في أرحام الناس وهو أحيمق في أساسيات اللغة العربية ثم يأتي ويتمطرق ويتلوى كـ } الأفعى { ويدَّحش أنفه في أمور نسبية تترتب عليها أحكام شرعية .

·      ولو تتبعتُ أخي القارئ كُل ما يكتبه في ـ مرحاضه !! ـ ( موقعه ) لأظهرتُ لك شخصاً من أغبى مخلوقات الله ، ولكن لا نُشغل أنفسنا في تتبع {  هبلَّهُ { فوقتنا أغلى من ( تخابيصه ولغاويصه وكذبه وتلونه ) ولكن إن أخرج رأسه } دهكنَّاهُ {  بسياط يلعبُ على ظهره طوال الدهر .

فقد أطلعتُ على } لَّغاويص{ لهذا ( الأهبل ـ المتلون ـ ) في الطعن في نصوص الجزيري الحنبلي ـ رحمه الله ـ وقام " يُلغوص " وقد بينت نُتف من ( حماقاته ) في رسالتي المنشورة قبل أيام بعنوان ( بين النسابة المؤرخ حمد الجاسر وبين جماعة أكلوني البراغيث ) ولم نذكر اسمه } لجهالته { فهو مجهول " الحال والعين " عند علماء النسب  .. فصار هذا الأحيمق وهو من أجهل خلق الله في لغتنا العربية يلوك بلسانه كالبقرة في أنسابنا .

فالشاهد من هذا السُلم والانحناء هو بيان القارئ مدى قُبح تدخل العوام في التكلم في مسائل علم الأنساب .

يُتبع ... في } الحلقة الثالثة { .

وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبو بكرة الترباني






[1] ـ ( 2/134) .
[2] ـ انظر مقالتنا ( الأنساب وروايات العوام ) فقد بينت منهجية علماء النسب الثقات في قبول روايات العوام وردُّها . 

يا راهب الدير هل مرت بك الإبلُ ؟!




كان الرُهبان مقصد سؤالات العُشاق والرحالة ، يطرقون أبوابهم يسألون عن أثر الأظعان وأخبار العربان  ، لعلهم يجدون آمالهم عند هؤلاء الرهبان الذين تقوقعوا في الصحراء لممارسة عباداتهم ... ! .

 هؤلاء الرهبان على معرفة تامة بتلك القوافل التي تمر بجانب الدير !! وتحمل هذه القوافل على ظهورها " القوارير ـ النساء ـ " .. فيُنشد العاشق ذاك الراهب ويسأله !..  فإن كان الراهب لا علم له بخبر هذه الأظعان .!.. عاد العاشق يجر نفسه وهو يردد قول جرير  : 

لقد كتمت الهوى حتى تهيمني        لا أسـتـطـيـع لهذا الحب كتمانا
لو كنت أعـلــم أن الحب يقتلني   أعددت من قـبـل أن ألقاك أكفانا

أو ذاك الشاب الذي هدَّه الشوق يُنشد الراهب في صومعته عن أثر الأظعان وقال :

لمَّا رأيتُ القومَ قد رحلوا                   وراهبُ الدَّير بالناقوس مُشتغِلُ
شبكتُ عَشري على رأسي وقلتُ له :   يا راهب الدير .. هل مرَّت بك الإبلُ ؟!
فحنَّ لي وبكى .. بل رق لي ورثى    وقال لي : يا فتى ضاقت بك الحِيل
إن الخيام التي جئت تطلبهم             بالأمس كانوا هنا .. واليوم قد رحلوا



وكذلك الرُهبان على معرفة تامة بالقبائل العربية ، فقد كانت القبائل العربية المتواجدة بالقرب من أديرة الرُهبان تقوم بحمايتهم ولهم  مبلغ من المال ، ولأن الرهبان لا يبنوا أديرتهم إلا في الأماكن البعيدة عن المُدن والقريبة من البادية  .

وقد كانت عادة العربان أنها تحرس الأديرة مُدة أربعة أشهر وإذا اكتملت إما أن يُجددوا دورة الحراسة أو لا ، ويختاروا غيرهم من العُربان المجاورة للحماية .

فقد كانت قبائل جُذام كـ ( الترابين ، الوحيدات ، بني واصل ، العائد ... الخ ) تقوم بحراسة " دير سانت كترين " في جبل موسى بسيناء ، فقد جاء في ( سجلات رُهبان دير سانت كترين )[1] ( ص 9) : ( حضرت ورقة من الدير وفيها أن حضر لهم من بدنة الترابين خاطر " الأعمى " وأخذ غفرته وعوائده من الدير عن سنة وألف وتسع وأربعين ( 1049هـ ) مغلق بالتمام ) ..

وجاء أيضاً : ( حضرت ورقة من الدير يُذكر فيها أن الترابين حضروا الدير وأخذوا غفرتهم من الأقلوم ، أخذها سالم بن اللامي ، شاش وطاقية وقصبتين وذلك عن سنة خمس وستين وألف ( 1065هـ ) شهد بذلك نصار بن منصور الصالحي وشهد بذلك عبدالدايم السعيدي ) .

قلت : ( اللامي ) من أبناء سالم أبو زوير الحسبلي الترباني   .

وكذلك جاء في ( ص59)[2] : ( حضر إلى مصر معيليش بن صقر الوحيدي من الفقرا ، وقبض استلم غفرته من الأقلوم بريتوس وذلك الجاري على العادة وذلك سنة ألف وثمان وخمسين ( 1058هـ ) وذلك بحضور المقدم رمضان تابع الدشيشة الكبرى ، وذلك بضمانة محمود العديسي بن فرحان الترباني ، حُرر ذلك في ثالث عشر من شهر جمادى الآخر سنة التاريخ أعلاه ، وشهد على نفسه معيليش منا إن جاء أحد وراءه وطلب العدد المذكور أعلاه يكون عليه قرش بعشرة في ضمانة محمود العديسي والمقدم رمضان ) .

قلت : والوحيدات " الفقرا " وهم الآن القاطنين بغزة ومنهم الأمير واكد الوحيدي ، وكذلك العديسي الترباني وهم شيوخ قبيلة الترابين في القرن العاشر والحادي عشر ، والوحيدات والترابين من بطون بني عطية من جُذام ، وهم من أهل هذه الديار من سالف الأزمان وما زالت معالم هذه القبائل ثابتة في شمال الحجاز وحسمى كـ ( حمرا الوحيدي وجبل تربان .. الخ ) .

وأحيانا تأخذ العربان " الغُفرة " من الرهبان عنوة .

وقد ذكر شيخو في ( النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية )[3] بعض أديرة الرُهبان في سيناء وجنوب فلسطين والقبائل العربية التي كانت هذه الديار من أحواشها كـ ( جذام و لخم وكلب ) .

وقد صنَّف العلماء في الأديرة من أمثال أبو الفرج الأصفهاني حيث صنف كتاباً سمَّاه ( الديارات ) وكذلك كتاب ( الديارات ) للشابشتي وكذلك كتاب ( الخزل والدأل بين الدور والدارت والديرة ) لياقوت الحموي .

·     لطيفة :
ذكر ياقوت في ( الخزل والدأل )[4] ناقلاً قول المازني : ( دخلت دير بُصرى بحوران ، فرأيت في رهبانه فصاحة وبيان لسان ، وهم من بني الصادر من العرب الذين تنصروا في الجاهلية ، فقلت لهم : ما لي لا أرى فيكم شاعراً على ما فيكم من فصاحة ولسنٍ ؟! فقالوا : ما فينا أحد يقول لنا إلا امرأة عجوز ، فطلبت إحضارها ، فجاءت فحادثتها فوجدت فيها فصاحة  تفوق أهل ديرها ، فاستنشدها فأنشدتني لنفسها أبياتاً منها :

أيا صحبةٌ من دير بصرى تحملت        تؤمُّ الحمى ، لقيت من صحبةٍ رشداً
إذا مت بلغتم سالمين فبلغوا             تحية من قد ظن ألا يرى نجداً
وقولوا : تركنا الصادري مقيداً         بكلَّ هوى في حبكم مضمراً وجدا

... الخ الأبيات ) .

فالرهبان والذين تقوقعوا في الأديرة على معرفة تامة بالقبائل العربية وخبر الأظعان .

فيا راهب الدير هل مرت بك الإبلُ ؟!

وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبو بكرة الترباني .   







[1] ـ حقق جزء منه فيما يتعلق بالترابين الأخ شريف الترباني .
[2] ـ كما في ( ذكر قبيلة الترابين في دير سانت كترين ) للأخ شريف الترباني .
[3] ـ ( 1/18) .
[4] ـ ( 1/25)  وكذلك أورد هذا الخبر العُمري في ( المسالك ) .



قُرشية الترابين ... إدعاء ليس له قبلة ولا محراب ..!! .. ( الحلقة الأولى ) .


لقد عدَّ أهل التاريخ " قبيلة الترابين " من زُعماء القبائل اليمانية في فلسطين ، ولم يَذكر نسابة عربي أو مؤرخاً أجنبي أن " قبيلة الترابين " تُنسب إلى كرشاء قُريش !! .

والأنساب لا تُقبل هكذا مُجرد " إجماع أعيان القبيلة " بل وجب البيان والحجة من أقوال أهل النسب .

فكم من قبيلة عربية قُحة أجمع أهلها بأنهم من } عقب خالد بن الوليد {  أو }  عقب أبو عبيدة عامر بن الجراح { فلم يُفد إجماعهم شيئاً ، وذلك لمخالفة علماء النسب والذين بينوا ( انقطاع عقب خالد بن الوليد وأبو عبيد عامر بن الجراح ـ رضي الله عنهم ـ ) .

فليست العبرة بإجماع شيوخ القبيلة ، إنما العبرة بالحُجج العلمية والشهرة السالمة من } الجرح و مخالفة أهل النسب { .

فقد ذكرت ( الموسوعة الفلسطينية )[1]أن الترابين من القبائل اليمانية ، ومن المعلوم أن ( قُريش ) ليست يمانية ، فلو كانت قبيلة الترابين تُعرف بقرشيتها لذكرت ذلك ( الموسوعة الفلسطينية ) إنما هي قبيلة يمانية .

وكل أهل التحقيق من علماء النسب والتاريخ ذكروا قحطانية الترابين ولم ينسبهم أي نسابة أو مؤرخ إلى قريش !

وإجماع شيوخ القبيلة بفلسطين على أنهم من ( قُريش !! ) دلالة على عدم حفظ القبيلة لنسبها ، وذلك لأن إجماع ترابين سيناء والأكثر عدداً عكس إجماع ترابين فلسطين ، وهذا يبين لنا التناقض والتضارب في رواياتهم ، مما يُبين لنا أن النسب قد نُسي عندهم ، وجنحوا إلى أنساب لا تمت لهم بصلة ، فصار نسبهم الحقيقي ( الجُذامي اليماني ) عندهم مهجوراً .

فنسب قبيلة الترابين عند أهل التاريخ في دائرة ( بقوم أو عطويون )  وقد بينَّا عدم صحة بُقمية الترابين ولا علاقة لهم بـ ( تُربة ) كما بين ذلك نسابة الجزيرة حمد الجاسر ، إنما هي قبيلة عطوية جُذامية ضاربة أوتادها في شمال الحجاز منذ القِدم ، واسم ( الترابين ) نسبة لوادي تُربان من أحواش جذام .

فلا ذكر لقُرشية الترابين المزعومة في كتب الأنساب ، ولا يوجد في الكتب المُعتنية بأنساب القرشيين ذكر " الترابين " أبداً .

حتى القماشين والحواشين كأمثال " كمال الحوت " لم يذكر في كتابه ( جامع الُدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية ) ذكراً لقبيلة الترابين  !! .

وهذه الكُتب التي أختصت في تواريخ قبائل فلسطين وأنسابها لم تنسب الترابين إلى قُريش أبداً . 

ولو كانت قبيلة الترابين قُرشية النسب فهل يخفى ذلك على علماء النسب والتاريخ ؟! .. فقد مرَّ الرحالة العرب والعجم في ديار الترابين وكتبوا عنها فلم يذكر أحدهم بأن الترابين من قريش ( !! ) بل كلهم على يمانية الترابين .

بل لم تتوفر ( الشهرة ) في هذا النسب المُحدث ، إنما شهرة نسب القبيلة عند أهل التاريخ أنها من القبائل اليمانية ، وهي شُهرة سليمة من نواقض الشُهرة النسبية كما في قواعد علم النسب .

فدعوى قُرشية الترابين ليست لها قبلة ولا محراب ، وليس لها عاضد من أقوال أهل التحقيق .

أما من زعم بأن المؤرخ عارف العارف نسب الترابين إلى قريش !! فهذا افتراء على العارف حيث أنه لم يؤمن بإدعاء الترابين ، فهم يتمسكون برواية العارف التي حكاها على لسان القوم لا لسانه ولكنه أبطلها ونقضها .

ينشر البعض قول العارف في ( تاريخه )[2] : ( الرأي الشائع بين الترابين أن جدهم عطية وهو من الحجاز ومن قريش ) .

وهاك أخي القارئ قول المؤرخ العارف في عدم إيمانه بهذا القول وبطلانه كما في ( تاريخه )[3] : ( ولقد بحثت بين العربان لاسيما " كبار الترابين " أنفسهم على أمل أن أعثر على معلومات صحيحة وأخبار ثابتة عن أصلهم ومنشئهم وتاريخ مجيئهم لهذه البلاد فلم أنل أمنيتي ، وكل ما استطعت العثور عليه في هذا الصدد أقوال متناقضة وآراء متضاربة مبعثرة ... ) .

قلت : فالمؤرخ العارف يبين بأن روايات الترابين عن نسبهم ( القُرشي !! ) ليست صحيحة وغير ثابتة ومتناقضة ومُبعثرة ، فكيف بعد هذا القول يُنسب للعارف كلاماً لا يؤمن به وأبطله ؟!!. 

ناهيك بأن أصحاب المصادر القديمة والذين عايشوا أجداد قبيلة الترابين لم ينسبوهم إلى ( قُريش ) إنما نسبوهم لبني عطية القبيلة الأم والتي أنسلَّ منها ( المعازة ـ القاطنين الآن بتبوك ـ والعمارين ، والوحيدات ... الخ ) .

وقد يظن بعض قِصار العقول بأننا ننسب الترابين إلى ( المعازة ـ القاطنين بتبوك الآن ـ !! ) وهذا فُحش وسقامة فِهم ، فإن المعازة فرعاً من قبيلة بني عطية الأم والتي خرج منها بطون عدة كـ ( الترابين والوحيدات ... الخ ) .

وقد بين هذا نسابة عصره الجزيري وكذلك دفتر أمير غزة في القرن العاشر .

فأعلم أخي القارئ الكريم أن الأنساب لا تأتي عُنوة أو على منهج ( عنزة ولو طارت ) إنما الأنساب تُساق لها الأدلة من أقوال أهل النسب والتاريخ ، أما دعوى قُرشية الترابين ومخالفة السواد الأعظم من علماء النسب والتاريخ ، فهذا لعمرك لا يقبله العقلاء من الناس .


هذه كُتب الأنساب أخي القارئ منشورة ومتواجدة لن تجد فيها قولاً ينسب الترابين إلى قُريش ، ولن تجد حائطاَ تستظل تحته في قُرشية الترابين المزعومة .

ولو كُنا من قُريش فهل تظن أخي القارئ أننا نرفض ذلك ونستبدله بنسب آخر ؟! لا والله ، ولكن القول بقُرشية الترابين ليس له قبلة ولا محراب .


.... يُتبع في { الحلقة الثانية } .

وكتبه : 
أحمد بن سليمان بن صباح أبوبكرة الترباني . 





[1] ـ ( 2/ 895ـ904) .
[2] ـ ( 77) .
[3] ـ ( 77) .