الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا
مُحمَّد، وعلَى آله وصحبه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
فقد سألني أحد الأخوة عن قول ( آل سلول ) الذي
يستعمله ( الإخوان ) وما المُراد به وما حكمه ؟!
فأحببت أن أكتب جوابي في مقالة أبين فيها خطورة استعمال
هذا الاسم ( آل سلُول ) وجعل النفاق ملازماً لهم لِما في هذا البطن الخزرجي من الصحابة العدول ، وهذا الاسم يستعمله «
فِرقة الإخوان » ويجعلونه شعاراً
للنفاق وأهله وإن شئت فقل تكفير أهله ، مع عدم الالتفات إلى الصحابة العدول من « آل سلول »
وشابهوا في هذا إخوانهم من الروافض .
فأخذ
( الإخوان ) هذا الاسم وجعلوه
شعاراً للنفاق بتعميمه على البيوتات والأسر الحاكمة من أمثال حُكام دولة التوحيد
المباركة السعودية ( آل سعود
ـ حفظهم الله ـ ) وهذا المسلك الخبيث هو مسلك أبناء اليهود ومزدك مِن عُصارة ( ابن سبأ ) والذي كان ديدنه و
هِجِّيره تعليم أتباعه وقوله لهم : ( ابدؤوا في الطعن على أمرائكم
) فتلقف هذا القول الخوارج وتواتر هذا المنهج فيهم حتى وصل إلى آخرهم ( الإخوان ) وقاموا بالطعن في
حكام المسلمين ونشر الفوضى والثورات في بلاد الإسلام واليهود سالمة منهم وتبارك
أفعالهم وتمولهم في ذلك .
( نسب آل سلول )
قال أحمد أبوبكرة الترباني
: صنّفَ الحافظ النسابة الدمياطي (705 هـ ) رسالة بعنوان ( أخبار الخزرج ) تتبع
أخبارهم وأنسابهم وأحلافهم وقال عند ولد ( مالك بن سالم الحُبلى
) والذي من عقبه ( آل سلول
) ( ص 689 ) « ولولده شرف في الأنصار » وأعقب مالك : ( جشم و ثعلبة وعبيد وعَدي ومالك وسالم وعمرو
) ومن عقب ( عبيد
) آل سلول ، وذكر منهم النسابة الحافظ الدمياطي الصحابي الجليل " عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن بن مالك بن الحارث بن عبيد بن
مالك بن سالم الحُبلى " حيث قال ( ص
690 ) : ( وكان اسم عبد الله الحباب ، وبه كان
أبوه يكنى ، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سمع بالاسم القبيح غيره ،
فسماه : " عبد الله " ) .
وعبد
الله بن أبي ـ رأس المنافقين ـ نُسب لأم أبيه ( سلُول
) وهي امرأة من خُزاعة ، وليست ( سلُول
) قبيلة أو بطن وإنما ذلك اسم امرأة ، وهناك في العرب سلُول كثير ولا علاقة لهم
بنسب الخزرج .
وأعقب
عبد الله بن أُبي بن سلول : ( عبد الله
) وأعقب عبد الله : ( عُبادة وجُليحة و خيثمة وخولى
وأُمامة ) قاله النسابة الدمياطي في (
أخبار الخزرج ) ( 690 ) .
وقد
يفهم بعض الناس أن ( آل سلُول
) المُراد بهم ( سلول قيس عيلان أو سلول خُزاعة أو سلول
قضاعة ) قال ابن حبيب في ( مختلف القبائل ) (
ص3 ) : ( سلول: في خزاعة: سلول بن كعب بن عمرو
بن ربيعة بن حارثة ، وفي قيس عيلان: بنو سلول بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن
، وفي قضاعة: سلول بنت زبان، مخفف، ابن أمرئ القيس بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القين
بن جسر ) وليس هذا مُراد الإخوان والروافض
بهذه القبائل العربية الشريفة وإنما يقصدون بــ ( آل سلول
) ذاك البطن الشريف الخزرجي من الأنصار والذي منهم عبد الله بن أُبي المنافق ، فهم
عَمموا النفاق في ولده واستعملوا ( الآل
) وآل الرجل هم أهل بيته وقرابته كما ذكر ذلك أهل اللغة ـ ( العين ) ( 8/ 395 ) و (
معجم مقاييس اللغة ) ( 1/ 160 ) ـ ومن آل سلول الصحابي الجليل ( عبد الله بن عبد الله بن أُبي
) فشمله النفاق عند جماعة البنا وسيء قطب ، وليس هذا غريب عنهم فالطعن واللمز في
صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عُرف في كتابات قادات الإخوان ، وقد أوضح ذلك
العلامة الأديب محمود شاكر في رده على سيء قطب في رسالته ( لا تسبوا أصحابي ) وكذلك
العلامة الفحل ربيع بن هادي المدخلي في كتاباته .
( شرف عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن
سلول )
قال أحمد أبوبكرة الترباني
: من آل سلول عبد الله بن عبد الله بن أُبي ، كان من فضلاء الصحابة شهد : بدرا
وأحدا والخندق وسائر المشاهد وكان يغمه أمر أبيه حتى أستأذن رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ في قتل أبيه .
قال
الحافظ النسابة الدمايطي في ( أخبار الخزرج ) ( 691 ) : ( وكان يغمه أمر أبيه ويثقل عليه لزوم المنافقين إياه )
وقال أيضاَ : ( ولما قال أبوه : لئن رجعنا إلى المدينة
ليخرجن الأعز منها الأذل ، قال ـ أي عبد الله ـ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
إن أذنت لي في قتله قتلته ؟ ... ) .
وقُتل
ـ رضي الله عنه ـ شهيداً يوم جواثا في خلافة أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ
( حكم من استعمل اسم ( آل
سلول ) وجعله شعاراً للنفاق )
قال أحمد أبوبكرة الترباني
: من جعل اسم ( آل سلول
) شعاراً للنفاق ، فقد وقع في عرض صحابي جليل شهد الوقائع مع نبي الأمة ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ؛ لأنه تعرض لولد ابن سلول ، فقد
كان الصحابي عبد الله بن عبد الله يغمه أمر أبيه وأستأذن النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ في قتل أبيه ، فتأتي أنت وتشمله في
النفاق ؟!!
وقد أمر النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ صاحبه عبد الله بن عبد الله بأن يبر أبيه ويُحسن صحبته عندما أستأذنه في
قتل أبيه ، ولم يُعيره بنفاق أبيه ، وهذا من خلق سيد ولد آدم .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في
( الفتح ) ( 10 / 190 ) عند ذكر عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول : ( من مناقبه أنه بلغه بعض مقالات أبيه فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم
- يستأذنه في قتله ... ) .
وتأتي أنت وتجعل هذا الصحابي الجليل والذي
رافق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزواته وقاتل دونه منافقاً ؟!!
فــ ( الآل )
كما بينت سابقاً بمعنى أهل بيت الرجل وأقاربه ، قال ابن منظور في ( اللسان ) (197)
: ( وآل الرجل : أهله وعياله
) فالإخوان عَمموا النفاق في أهل بيت عبد
الله بن أُبي ـ المنافق ـ وعياله ، وهذا طعن في ولده من الصحابة والصالحين .
والذي أوقع الإخوان في الطعن في
صحابي جليل هو حقدهم على أسرة عربية شريفة النسب من بني حنيفة وهم ( آل سعود ) تحكم بشرع الله في
دولتهم وتُقرب علماء السنة وتقوم بخدمة الحجاج والمعتمرين ، لماذا ؟!! لأن هذه
الدولة المباركة تنشر التوحيد والسنة في بلادها و تُحارب الفكر التكفيري ونهج
الاغتيالات والغدر وتُحارب التشيع ، ولا يُرضي هذا المنهج السليم عقائد ( الإخوان ) .
في حين أننا شاهدنا دول تسلم
رئاستها الإخوان مثل ( مصر والسودان
) وكذلك مدينة تحت حكم حماس الإخوانية ، ولم نرَ تطبيقاً لشرع الله فيها وإنما
شاهدنا منهم عكس ذلك وفتح الأبواب للفكر الرافضي الذي يقوم على سب الصحابة وآل
البيت .
فهذا فِكر ( آل عبدالله بن سبأ اليهودي
) وديدنهم في الطعن بصحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكذا الطعن في حكام المسلمين لنشر الفتن والشرور ، فيجب على
العوام والذي تلقفوا هذه الكلمة من ميليشيات الإخوان ، أن يبتعدوا عنها ويحفظوا
عرض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ويبتعدوا عن هذه الفرقة التي ما حكمت في بيوتها قبل
إماراتها بشرع الله ، فأنتبه أيها المسكين .
وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبوبكرة
الترباني